الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تتعامل مع السحرة والجن، فكيف أبرها وأحسن إليها؟

السؤال

أريد أن تفيدوني في قضية والدتي، أبي توفي، وأمي كانت وما زالت تتعامل مع المشعوذين، حتى أصبح بيتنا مخيفاً، رغم نصحنا لها، وتهديدي لها بعدم زيارتها، لكن لا حياة لمن تنادي!

حالياً تعيش أمي مع أخي وزوجته، وزوجة أخي مرضت من هذا الشيء، وأنا وأخواتي الثلاث متزوجات، ولنا أخت عزباء تعيش معي؛ لأنها أصبحت لا تستطيع العيش مع أمي، بسبب تعاملها مع السحرة، وحالياً تدهورت صحتها، خاصة في عقليتها؛ لأنها صارت ترى الجن وتتكلم معهم، ونحن نخاف كثيراً عندما نراها تكلمهم، لكن والله أخاف الله فيها، كنت بارة بها كثيراً، لكن حالياً لا أستطيع بسبب مسؤولياتي الكثيرة مع أولادي وعملي، وزوجي يعمل بعيداً، حاليًا لا تقبل الكلام معنا، فهي تسبنا وتدعو علينا بدون سبب.

أرجو نصحكم وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك –ابنتنا العزيزة– في استشارات إسلام ويب، نشكر لك حرصك على بر أمك والإحسان إليها، وهذا من توفيق الله تعالى لك، فالوالد أوسط أبواب الجنّة كما أخبر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أي أفضل أبواب الجنة، وحق الأمّ معلوم معروف لدى كل مسلم، فقد وصَّى بها الله تعالى في كتابه الكريم، وأخبر عن معاناتها في حمل هذا الإنسان، في حمل ولدها ووضعه وإرضاعه وتربيته، فهذا إحسانٌ قديم من الأم لولدها، لا ينبغي أبدًا ولا يصحّ أن ينسى هذا الابن أيّ إساءة جاءت بعد ذلك؛ ولهذا وصَّى الله تعالى بالإحسان للوالدين مهما بلغت إساءتهما إلى الولد، فقال سبحانه وتعالى: {وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تُطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفًا}.

فالواجب عليك وعلى إخوانك وأخواتك الإحسان إلى هذه الأم والبر بها ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، ومن البرِّ بها والإحسان إليها النصح والوعظ والتذكير، والاستعانة بكل الوسائل والأدوات التي الممكنة، ولا تيأسوا من ذلك، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبُها كيف يشاء.

فتعاونوا جميعًا بالتناوب بتذكير هذه الأم ونصحها، وإذا استعنتم بإسماعها بعض المواعظ التي تُذكّرُها بالله، وتذكرها بلقائه وبالجنّة والنار، وبعداء الشياطين للإنسان، ونحو ذلك من المواعظ التي هي في حاجة إليها، وإذا استطعتم أن تفعلوا ذلك فهذا شيء حسن، فإذا استمرت على ما هي عليه فالإثم عليها.

وأمَّا ما ذكرت في استشارتك من أنها تسبُّكم وتدعو عليكم بدون سبب؛ فهذا لا يضرُّكم، فإن الله تعالى لا يقبل من الدعاء ما كان فيه إثم أو قطيعة رحم، كما أخبر بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلا تُبالوا بهذا، ولكن اجتهدوا في القيام بما هو فرضٌ عليكم وواجب عليكم من البر والإحسان إليها.

نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً