الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت المحاضر رغم فارق السن بيننا، فكيف أتخلص من هذه المشاعر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 21 عاماً، أدرس بكلية طبية، مستواي الدراسي لا بأس به، وكنت أصلي مثل أي شخص، في العام الماضي درّسني محاضر في الجامعة يكبرني بسبع سنوات، كان الأمر بالنسبة لي عادياً، محاضر كأي محاضر، ولكن بعد أسبوع أو أكثر كأنني نمت واستيقظت وتعلقت به كثيرًا وأحببته، لا أعرف ما سبب هذا التعلق؟ لم يحدث بيننا أي كلام أو أي شيء يجعلني أحبه، هو شخص محترم ومتدين وأخلاقه عالية، وأنا لست من الفتيات اللاتي يتعلقن بأي شاب، لم أحاول التحدث معه، أو أقوم بأي شيء خارج حدود الدراسة.

تغيرت شخصيتي ولجأت إلى الله وأصبحت أقرأ سورة البقرة يومياً لفترة ما، وختمت القرآن ست مرات، والتزمت بالكثير من الأذكار والنوافل وقيام الليل، وأصبحت أدعو الله من أجل أن يحبني، وفي ذلك العام ارتفع معدلي الدراسي كثيراً، وأصبحت أدرس بجد ومر العام وأنا كما أنا، واثقة بأن الله سيستجيب لي، لكن ما يزعجني هو أنني أريد أن يكون دعائي وصلاتي خالصًا لله وحده، وليس من أجل أن يحبني أحد، عندما أرى هذا الشخص أصبحت لا أنظر إليه، ولكن كلما حاولت الابتعاد تجمعني به العديد من الصدف، دائماً يحدث لي هذا، كلما أخرجته من تفكيري أراه في مكان ما، لا أعرف إن كان يحبني، أحيانًا أشعر بهذا، وأحياناً لا، وأحيانًا أقول لنفسي: إن عقلي الباطن هو الذي يصور هذا.

آسفة على الإطالة، ولكني الآن لا أشعر بالسعادة التي شعرت بها العام الماضي، ومازلت -والحمد لله- ملتزمة بما أفعله من صلاة وذكر وغيره، ولن أتركها إن شاء الله أبداً، انصحوني كيف أنجح في حياتي، وأثق بنفسي، وأن يستجاب دعائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kokyboky حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وما يتعلق بسُؤالك عنه فأجيبك من خلال الأمور الآتية:

- سبب مُعاناة من يقَعُ في علاقاتٍ وحبٍ وعشقٍ لشخصٍ ما، هو طغيان العاطفة وغياب العقل والتعقل، وغياب النظر إلى مآلات الأمور وعواقبها.

- ابنتي العزيزة: التعلق بهذا الشاب (المحاضر) أمر خاطئ وغير صحيح، ولا أدل على ذلك من انشغال قلبك به؛ ولذا عليك الإقلاع عن هذا الأمر تماماً، وأن يكون قلبك متعلِّقًا بالله تعالى وحده، وأي خللٍ في علاقتنا مع الله عزَّ وجل ينتُج عنه خللٌ في علاقتنا مع أنفسنا ومع مَن حولنا.

- التعلُّقات تُوقعنا في العديد من المُعضِلات والمشكلات، وهي من أكبر مداخل الشيطان على الإنسان، وربما لا يستفيق الشخص إلا بعد فوات الأوان، فالإنسان قد يتعلق بشيء وفيه البلاء والشر، وقد قال الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا يتعلمون).

لذا اجعلي الأمر إلى الله، وأكثري من دعائه عز وجل بأن يختار لك الأصلح والأفضل، ولا توجهي الدعاء لشخص محدد، واصرفي نفسك عن الدعاء لهذا الشخص الذي أنت متعلقة به، واجعلي كل دعائك بأن يختار الله لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

- اختيار الزوج لا يقوم على الانطباعات والأحاسيس والمشاعر والعواطف، والتي إذا انتهت ندم الإنسان على القرارات التي اتخذها على أساسه، اختيار الزوج إنما يقوم بالنظر إلى الخُلقِ والدين، والتي هي أهم نقطة في نجاح الزواج واستقراره واستمرار السعادة.

- لا بد أن تشغلي نفسك، وتغطي أوقات فراغك بما يصرفك عن التفكير فيه، واستمري على ما أنت عليه من خير وطاعة، واحرصي على نفسك، وطاعة ربك والقرب منه، وعلى تنمية إيمانك من تلاوة يومية للقرآن، والحفاظ على الصلاة في أوقاتها، وقد قال الله تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)، وأقبِلي على شأنك، ولا تتوقفَي عند علاقةٍ عاطفية، وكوني فتاة قوية.

- أوصيك بالإكثار من دعاء الله عز وجل بأن يرزقك الرجل الصالح الطيب الخيِّر، واجعلي كل دعائك بأن يختار الله لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

- أسأل الله يحفظك ويسهل لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الطيب الذي يكون سببًا في سعادتك في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منه هاني

    شكرآ على معلواتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً