الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أختي التي تهمل ابنها؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخت أكبر مني بثلاث سنوات، ولديها مشاكل مع زوجها، وتريد الطلاق، وهي تجلس في البيت على الإنترنت كثيراً، وألاحظ عليها البكاء، وتهمل وظائف البيت، فهل أقطع عنها الإنترنت، وأتصرف معها بشدة لكي تنتبه لحياتها، ولتعلم أن هذه الحياة لا تساوي جناح بعوضة، أم أتركها في حالها؟

علماً أنها أم لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وكثير اللعب، ولكنها تتركه يلعب بسوء، وعند الصراخ عليه تحزن، وهي السبب، ولكنها لا تعلم.

أنا أحب لها الخير، ولكني لست لين القلب، لا أريد أن أفعل ما يغضب الله، ولا أريد هذا الاستهتار في المنزل، فهي تجلس على وسائل التواصل أكثر من جلوسها مع ابنها، وتترك هذا الطفل أمام التلفاز معظم الوقت، والطفل بدوره يترك التلفاز لكي يلعب هنا وهناك.

وهنا المعضلة الثانية، وهي تشغيل التلفاز بدون الحاجة إليه، وهذا إهدار للكهرباء، وعند إغلاقه يبكي الطفل؛ لأنه يريد أن يشاهد ويسمع الرسوم المتحركة، والسبب في ذلك ترك أمه له، فماذا أفعل معها؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الشقيقة وبأمر طفلها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

سعدنا جدًّا باهتمامك بأمر هذه الشقيقة، التي رغم أنها أكبر منك إلَّا أنك كبير بعقلك وبنضجك، ونسأل الله أن يُعينك على الإصلاح والخير، وسعدنا أيضًا لاهتمامك بطفلها، الذي يحتاج إلى مزيد من الرعاية.

ونتمنَّى أن تُدير معها حوارًا لطيفًا قبل أن تلجأ إلى وسيلة قطع الإنترنت؛ لأن ذلك قد يحملها على العناد، وقد يحملها على اعتزالك، وفي هذه الحالة لن تستفيد من نصائحك، فالإنسان ينبغي أن يبحث عن المداخل المناسبة لأخته، وأرجو أن تحثها أولاً على الطاعة لله تبارك وتعالى، وتُحسن إليها، وتُظهر لها الاحترام، وتُظهر لها الحفاوة باعتبارها أكبر منك سِنًّا.

ونتمنَّى أن تجد من أهل البيت - الوالد والوالدة العقلاء، العمّات، الخالات - الذين يمكن أن تستمع لكلامهم وتستمع لنصحهم؛ لأن تدخلهم سيكون مفيدًا، أيضًا بيِّن لها أضرار ترك الطفل بالطريقة المذكورة، وتركه أمام الرسوم المتحركة ووسائل الإعلام التي لا تخلو من السموم بالنسبة لهؤلاء الأطفال الصغار.

ونحن سعداء لأنك تحب لها الخير، بل نحن نثق بذلك، والدليل هو تواصلك مع الموقع، ونتمنّى أن تستمر أولاً في الدعاء لها.
ثانيًا: البحث عن المداخل المناسبة لنفسها.
ثالثًا: المبالغة في إكرامها وخدمتها.
رابعًا: احتساب أجر دعوتها إلى الله، فـ (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا - طبعًا أو امرأة - خيرٌ لك من حُمْر النِّعم) فكيف إذا كان مَن تريد هدايته هي هذه الأخت الشقيقة التي تعيش المشاكل.
خامسًا: بيِّن لها أن ممَّا يُعين الإنسان على تجاوز الصعوبات الأسرية أن يلجأ لربِّ البريَّة سبحانه وتعالى، وإذا كان لك تواصل مع زوجها، وتتكلّم معه، فأرجو أن تنصحه أيضًا بتدارك الأخطاء التي عنده، وشجّع عودتها إلى زوجها، وبيِّن لها أهمية الصبر على الحياة الزوجية، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

نحن سعداء جدًّا بهذا التواصل، ونتمنَّى أن تجد من العقلاء حولك مَن يقفوا معك، ونحن نؤيد كل خطوة تقوم بها، ولا نريد منك التصعيد السلبي، بل نريد أن تجتهد في النصح والبحث عن المداخل المناسبة، والاهتمام بالطفل أيضًا حتى لو قصّرت الأم؛ لأن هذا سيكون في ميزان حسناتك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً