الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج من ثانية، لكن غيرتها مانعة من إتمام الزواج.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج وتقدمت لمطلقة، لدينا قبول، ولكن المرأة لديها عقبة واحدة، وهي الغيرة من زوجتي الأولى، هي لا تريد خراب البيت، وأنا لا أريد تطليق الأولى، فكيف يمكنني الابتعاد عن موضوع الغيرة التي لديها؟ لأنها تقول لا يمكنني تحمل أن تكون مع غيري، أرجو المساعدة في هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به: فإننا نود أن نعرض عليك ما فهمناه أولاً: تتحدث عن وجود زوجة لك وتريد الزواج من أخرى كانت متزوجة ثم طلقت، لكن مشكلة الثانية أنها شديدة الغيرة، فهل هذا صحيح؟ لأن العادة أن الثانية ما دامت مطلقة ترضى بأي أمر، والأولى هي التي تعترض وتغار، لكن على العموم إن كان ما فهمناه صحيحاً فاعلم -يا رعاك الله- ما يلي:

أولاً: الأصل الذي يبنى عليه الزواج الدين والخلق، فإن كانت الزوجة الثانية صاحبة دين فقد تم بناء الأساس الصحيح، وإن لم تكن فنرجو أن تراجع الأمر ثانية، فما وجدنا الخير إلا في هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

ثانياً: اعلم -أخي الكريم- أن الأصل في الزواج الثاني الإباحة، لكنه قد يكون واجباً إذا خشى الزوج الوقوع في الحرام، وقد يكون حراماً إذا كان لا يستطيع العدل بين زوجاته في النفقة، والكسوة، والمبيت، والزواج الثاني لا يعني البتة التقصير في حق الأولى وأولادها، ولا يحق لأي الزوجتين تحريض زوجها على ذلك ولو بالإيحاء.

ثالثاً: الأخت التي تريد الزواج منها عندها غيرة، كما الأولى كذلك عندها غيرة على زوجها، والأولى أن تغار الأولى وأن تجتهد في منع الزواج، فكما حذر الإسلام الأولى من فعل ذلك، حذر الإسلام الثانية من التعريض بذلك.

ويجب عليك -أخي الكريم- أن تؤسس لبيتك من البداية على قواعد واضحة ومستقرة؛ واعلم أنك متى تهاونت في ذلك صعب عليك تعديل البناء بعد أن وضعته على قواعد مائلة، أخبرها أخي: أن الغيرة هذه سيذهبها الله بأمرين:
1- أن تعرفي حقوقك وحقوقها، فلا تسألي لنفسك حقًا لها، ولا أمنعك حقًا لك.
2- أن أعدل بينكما فلا أحيف ولا أظلم.

فإذا وافقت على ذلك فتوكل على الله بعد الاستشارة والاستخارة، وإن رفضت فابحث عن غيرها، فالنساء كثير -أخي الكريم-.

وختاماً أخي الكريم: احذر أن تدفعك محبتك للثانية أن توافق على أمر لم يشرعه الله، أو تهادن في أمر لا تستطيع غدًا الفكاك منه، كن واضحاً بيناً، وأخبرها أن الحكم بيننا هو الشرع، وأنك لن تمنعها حقاً لها، كما لن تمنع الأولى حقها، وأعطها الفرصة لتفكر وتستخير، وأنت أيضاً استخر الله تعالى، وثق أن ما يقضيه الله بعد ذلك هو الخير.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يختار لك الخير، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً