الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي رجل أرمل، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي رجل، أظنه رجل صالح وحنون، ولكن أهلي غير مشجعين لي كونه أرمل، ولديه بنت، وعندما صليت استخارة، رأيت فتاة اسمها شيماء، وتتكرر الرؤيا في كل مرة أصلي فيها استخارة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة العاقلة- ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

أرجو أن تعلمي أن رأي الفتاة هو الحاسم، فالحياة الزوجية الناجحة تقوم على القبول المشترك، والرضا المشترك، والميل المشترك من الجانبين، فإذا كان رأيك في الرجل إيجابيًّا فهذا يعني أن المؤشرات تُشير إلى أن الارتباط هو الذي فيه الخير، ومع ذلك فإنا ندعوك إلى أن تُطالبي أهلك أن يبحثوا عن دين وأخلاق الرجل، فالرجال أعرفُ بالرجال.

أمَّا كونه أرمل فهذا لا عيب فيه، وكونه لديه ابنة فهذه ستكون عونًا لك على الخير، واحتسبي فيها الخير والثواب عند الله تبارك وتعالى، إن كانت والدتها موجودة فأجرك عظيم، وإن كانت والدتها متوفية فاحتسبي أجر رعاية اليتيم، واستبشري بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنّة كهاتين) وأشار بالسبّابة والوسطى، هذا أمر في غاية الأهمية.

اعلمي أن الرجل لا يضيره أن يكون قد تزوج، لا يضيره أن يكون عنده أطفال، المهم أن يكون رجلاً صالحاً يتحمّل المسؤولية، والحديث يقول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) دينه وخلقه، هذا الذي أراده الله تبارك وتعالى.

عليه أرجو أن تجتهدي في إقناع الأهل، وتُطالبيهم أيضًا بمزيد من البحث عن الرجل، ونعتقد أن إقناع الأهل سيكون سهلاً إذا تواصلت مع العمّات والأعمام والأخوال، والعقلاء الذين يتفهمون مثل هذه الأمور.

أمَّا بالنسبة للرؤيا: فأرجو أن يكون فيها الخير، ولستُ معبّرًا للرُّؤى، ولكن العبرة بما يُبنى عليه من الحقائق، والصفات التي وجدتِها في الرجل المذكور، وكونه صالحاً وحنوناً هذه مؤهلات عالية وغالية جدًّا في الرجل، والشريك الناجح الذي يمكن للمرأة أن تطمئنّ إليه وتُكمل معه مشوار حياتها.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، ونحن نؤيد فكرة الإكمال مع مَن وجدت عنده الارتياح، وشعرت أن فيه الصلاح والحنِّيَّة والعطف، وهذه أشياء تحتاجها المرأة، فالمرأة تحتاج إلى الحب والحنان، والرجل يحتاج إلى التقدير والاحترام، فإذا وجد الرجل تقديرًا واحترامًا فإنه يغمر زوجته بحبه وحنانه.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً