الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي على خلاف مع أختي، فما توجيهكم لتصفية القلوب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعرض عليكم سؤالي وهو: كيف يمكن أن أصلح بين أمي وأختي؟
غضبت أمي عليها لجملة من الأسباب التي تراها أمي صحيحة، لكنها في الواقع يمكن التجاوز عنها والعفو، لكن للأسف أمي تعامل أختي بقسوة، ولا تترك لها مجالًا حتى تستسمح منها، بقيتُ حائراً بينهما، أمي لا تريد العفو، وأختي صارت لا تريد المحاولة والاعتذار؛ لأن أمي ترفض مقابلتها وأي تواصل منها، أحاول الإصلاح من الجهتين لكن أمي خاصة ترفض تمامًا مسامحتها.

ماذا يمكن أن أفعل حتى يحن قلبها على أختي، وأعيد أواصر الود بينهما؟ مع العلم أن أمي ترفض تدخل أي شخص كان صغيراً أو كبيرًا في الموضوع، ولا تسمع النصيحة.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يزيل ما بين الوالدة وأختك، وأن يرطب قلبها عليها، وأن يكتب أجرك إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك هذا الهم والتفكير في تحسين العلاقة بين والدتك وأختك، وهذا هو الظن بالأخت المسلمة، وأجرك عند الله عظيم، ونسأل الله أن يبارك فيك.

ثانياً: لا شك أن قلب الأم أحن على ابنتها من أي أحد، وأن قلقها وخوفها عليها لا يحد، وما دامت الوالدة وصلت إلى مثل هذه الحالة فلابد أنها ترى أن الأخت قد تجاوزت تجاوزاً لا يمكنها معه السكوت، بالطبع قد يكون الأمر فيه مبالغة بالنسبة لك أو لأختك، وقد تكوني على حق، أو الوالدة هي التي على حق، فنحن لا نعلم التفاصيل، لكن بغض النظر عن من هو المصيب أو المخطئ، فيجب وضع خطة للإصلاح بين الأخت والوالدة.

ثالثاً: إننا نوصيك أن تسيري في مسارين:

المسار الأول مع أختك: بحيث تفهميها أن الوالدة تحبها، وأنها يجب عليها شرعاً أن تبرها، وأن تتحمل في سبيل برها كل العقبات، حدثيها عن أجر البر، وإثم العقوق، حدثيها أن البر متوارث كما العقوق كذلك.

2- اقترحي عليها أن تسجل لأمها رسالة صوتية تتحدث فيها عن حبها لوالدتها وعن شوقها للحديث معها، وأنها لا تستطيع أن تعيش بدونها، وليس لها بعد الله أحد إلا أمها، مثل هذه الرسائل الصوتية ستسمعها الوالدة مرة واثنتين، وسيكون لها تأثير إيجابي على المدى القريب -بأمر الله-.

3- أن تجتهد في إعانتها في البيت دون أن تطلب الوالدة، وأن تفعل ما تحبه منها دون أن تحدثها بذلك، وأن تتقرب إليها بالأفعال كلما رأتها.

4- وأخيراً: نود من -أختنا- أن تحصر المشاكل التي أغضبت الوالدة، وأن تتخلص منها أو تقللها، حتى وإن لم تكن مقتنعة فبر الأم يستحق التضحية.

المسار الثاني مع أحباب أمك: نوصيك أنت أن تتواصلي مع من تحبهم الوالدة من الأهل أو الأصدقاء أو الأخوات الداعيات ليتحدثوا معها، وفي الأثر: (رحم الله والداً أعان ولده على بره)، دون أن يكون الكلام مباشراً، بل بطريقة غير مباشرة حتى لا تظن أن أختك هي من فعلت ذلك.

وأخيراً: الأمر لن يطول -إن شاء الله-، المهم أن تستمروا على ما مضى، وأن تكثروا من الدعاء، وستجدون الخير -إن شاء الله-، نسأل الله أن يكتب أجركم وأن يوفقكم وأن يسعدكم والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً