الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ارتفاع نبضات القلب سببه مشكلة خطيرة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 28 سنة، أعزب، منذ حوالي شهرين بدأت أشعر بارتفاع الضغط نتيجة تعرضي لعدة مشاكل، ورافق ذلك ارتفاع نبضات القلب، ذهبت إلى الطبيب وأجرينا كل الفحوصات، وكان جوابه أن قلبي سليم، ولا يوجد أي مرض، بدأت أتناول الأدوية النفسية، ويوجد تحسن، لكن مع ذلك ترتفع نبضات القلب في أوقات كثيرة في اليوم، بالذات بعد الاستيقاظ، أنا أعرف أن الذي بي هو نوبة هلع ونتيجة ضغط، لكن ارتفاع نبضات القلب، هل هو بسبب مشكلة خطيرة؟

علمًا أني مغترب، وسأعود إلى بلدي إجازة عن قريب، وسألتقي دكتوري النفسي عن قريب.

حفظكم الله جميعًا من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعرض للمشاكل والتوتر يساعد في إفراز هرمون الخوف (ادرينالين)، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم قليلاً، والأمر ليس بالشعور، لكن بالقياس وضغط الدم في حال التوتر، لو وصل إلى 130/85 فلا بأس في ذلك، خصوصًا عند زيارة الطبيب في العيادة، أو المستشفى، وعند قياس الضغط في المنزل، فلن يزيد عن 120/80 إن شاء الله.

كل حالات التوتر والقلق، وفقر الدم، والمشاكل، تؤدي إلى تسارع نبض القلب، وهذا أمر طبيعي، وليس له علاقة بأمراض القلب، لكن هو جهد زائد يؤديه القلب لتوصيل الدم بسرعة أكبر إلى الجسم القلق المتوتر، ومع انتهاء نوبات القلق يعود النبض كما كان طبيعيًا، كما يعود ضغط الدم إلى طبيعته، ولا خطورة في ذلك إن شاء الله.

نوبات الهلع تتصف بتسارع نبض القلب، والشعور بالغثيان والتعرق والخوف من الموت، واضطراب الجهاز الهضمي في صورة ألم في البطن وإسهال، وقد يحدث تنميل في الأطراف، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لمعرفة التشخيص، وطبيعة المرض، وهذا ما يسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، وسبب نوبات الهلع اضطراب في مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي، ممارسة رياضة المشي مدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة، والأماكن المفتوحة، مع أسرتك وأصدقائك، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرًا.

ومن الأدوية التي تحسن الحالة المزاجية، وترفع من مستوى هرمون سيروتونين، وتعالج الكثير من الأمراض النفسية، مثل الخوف المرضي والتوتر والقلق، والاكتئاب ونوبات الهلع، تناول حبوب cipralex 10 mg مما يساعد في علاج الخوف المرضي، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، ولكن أنصح بزيارة طبيب نفسي للمشورة، وللتأكد من حاجتك لتناول تلك النوعية من الأدوية.

ونؤكد دائمًا على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيًا لمدة 12 أسبوع، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج، وفيتامين C واحد جرام، وحبوب الزنك 50 مج بشكل يومي لمدة شهرين، أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً