الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الكبير يتنمر علي ويمازحني مزاحًا ثقيلاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعيش مع عائلتي المكونة من أمي وأخي الكبير وهو متزوج، وإخوتي الصغار وعددهم 2، أخي الكبير متزوج منذ سنتين تقريباً، وكان والدي -رحمه الله- قبل أن يتوفى قاسيًا معه جدًا حتى طمس شخصيته كثيراً.

فأخي الكبير نشأ وهو لا يثق بنفسه للأسف، إلا أنه في الآونة الأخيرة بعدما تزوج وأصبح موظفًا، وخاض تجارب الحياة، وصار يدرس الهندسة، كل تلك الأمور عززت ثقته بنفسه.

إلا أنني أشعر بأنه يحس بالنقص في داخله؛ لأنه دائمًا يتنمر على الناس، وخاصة علي، ولا أعلم لماذا؟ ودائمًا ينتقد أبسط الأمور التي أقوم بها، شخصيتي قوية وواثق من نفسي جداً، علمًا أنني أعاني من الوسواس القهري، إلا أنني واثق جدًا من نفسي، وأخي يحاول بكل الطرق أن ينتقص مني، ويحاول التقليل من شأني بالمزاح الثقيل.

حين يمزح معي ليس قصده المزاح فقط، إنما يمزح معي حتى يثبت أنه أفضل مني، أو يقلل من شأني؛ لأن مزاحه ثقيل جداً، وكلامه جارح جداً، فمثلاً حينما أنجز شيئًا معينًا، يقلل من هذا الشيء، ويقلل من الأمور التي أنجح بها.

الصراحة لا أعرف كيف أتصرف معه؟ أغلب الأوقات وخاصة في الآونة الأخيرة صرت أعامله بعصبية وأرفع صوتي عليه، وبعض الأحيان أمزح معه بثقل كما يفعل معي، فقام بتخفيف مزاحه، ولكن عندما أتركه يمزح وأضحك معه سوف يزيد ويزيد، أرشدوني لطريقة أتعامل بها معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولاً: الحمدلله أنك وصلت لهذا العمر وأنت واثق من نفسك، تملك قدرات ومهارات اجتماعية، تمكنك من التفاعل والتعامل مع الآخرين بصورة جيدة.

ثانياً: رحم الله الوالد رحمة واسعة، ولا شك أن السلوك الذي كان يسلكه مع أخيك الأكبر كان بحسب نيته، يريد له الخير والتربية الحسنة، وقد يخطئ ويصيب في ذلك، وهناك اختلاف في تربية كل جيل، فما يصلح في زمان معين قد لا يصلح في زمن آخر.

ثالثاً: التفسير الذي طرحته بخصوص سلوكه ومزاحه معك بالصورة المزعجة ربما يكون صحيحاً، وربما يكون خاطئًا، إذ لا بد من معرفة كل العوامل التي تدفعه للتعامل بمثل هذه المعاملة، وأنت باستطاعتك تعديل هذا السلوك، بما تقتضيه استجابتك المثلى والصحيحة، التي لا تنتقص من احترام وتقدير الأخ الأكبر، وفي نفس الوقت تكون بعيدة عن الخضوع والاستسلام لما يؤذيك، وفي هذا الجانب نقول لك: قم بكل ما يلزم من معاملات حسنة يشعر فيها الأخ بمكانته داخل الأسرة، وتصحيح كل ما هو خطأ وغير لائق، بطريقة يرتضيها الأخ الأكبر ويقبلها من أخيه الأصغر، حتى لا يشعر بالنقص، أو أنك أفضل منه في شيء.

فالثناء والمدح يمكن أن يلعبا دوراً كبيراً في تعديل السلوك، والمشورة وأخذ الرأي من الأكبر عمراً تشعره بأهميته وتقضي على عقدة النقص إذا كانت موجودة، فلا تحرج في ذلك، بل حاول بقدر ما تستطيع أن تعامل أخاك الأكبر معاملة احترام وتقدير، وأن تستشيره في كل صغيرة وكبيرة حتى يشعر بأهميته، وهذا ما نريد أن نقوله لك، وبإذن الله ستتغير المعاملة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً