الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب الأذى النفسي والنفور أريد الطلاق، فبماذا تشيرون عليّ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ (13) سنة، وعندي نفور قوي من زوجي، وأنوي الطلاق بسبب الأذى النفسي وصعوبة إصلاح الوضع، وعندي طفلان -ذكور- أعمارهم (12)، (7) سنوات، هل استمراري بالزواج من أجل أولادي فيه ظلم لنفسي، وأحاسب عليه يوم القيامة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يصلح زوجك إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: قبل أن نتحدث عن البقاء من عدمه، نسأل: ما سبب هذا النفور؟ هل هناك أسباب منطقية أم أمور متراكمة؟ هل أنتما متدينان؟ وهل القرآن في بيتكما يقرأ، والمحافظة على الأذكار قائمة؟ هل أدخلتما أحدًا للصلح بينكما على أن يجمع بين الشرع والحكمة؟ وما هي حدود الأذى القائم والضرر الموجود؟ هل فيه خطر على حياتك مثلاً؟ أم ضيق نفس وكره الحياة، أم ماذا؟

على العموم سنسجل لك ملاحظاتنا:

1)- أي خطر على حياتك أو ضرر يورد بك المهالك فلا ننصحك أبداً بالبقاء، بل ننصحك بإدخال أهلك فوراً وإعلامهم بكل مخاوفك، وهم من يتخذون القرار المناسب.

2)- إذا لم تكن هناك خطورة مباشرة عليك أو على أولادك، لكن استمرارك معه قد يدفعك إلى الوقوع فيما حرم الله، أو ارتكاب محظور شرعي، فنفس النصيحة السابقة.

ما دون ذلك -أختنا- فاعلمي -بارك الله فيك- الحياة الاجتماعية لا تخلو من وجود المنغصات، وما من بيت من بيوت المسلمين إلا وفيه مثل هذا، والهدف دائماً ليس اجتثاث المشاكل من جذورها، ولكن الهدف في تبني طريقة التعامل الجيد مع المشاكل، بحيث تنقسم إلى:
- ما يمكن إصلاحه، وهذا نرضى فيه بالقليل، المهم ألا ينتهي يوم إلا وقد تقدمنا في حله ولو شيئاً بسيطاً.
- ما لا يمكن إصلاحه، وهنا نتعلم كيف نتعايش معه، بحيث نقلل من آثاره السلبية على البيت، ونخفف من تلك الآثار ما استطعنا.

3)- ننصحك كذلك بتعميق علاقتكما بالله عز وجل، فإذا أحب الإنسان ربه وخاف منه جعل الاستقامة أقرب إليه.

4)- الابتعاد عن العصبية وردات الفعل العنيفة، بل وتجنب عصبية الزوج ما أمكن ذلك.

5)- الاجتهاد في توسيع دائرة معارف الزوج لتشمل بعض الصالحين من أهل التدين، فإن الصاحب كما قالوا ساحب.

6)- السعي في زراعة الحوار في البيت، وغرسه بالإقناع، وسقيه بالود والحنان، هذا ما نريده اليوم أن يكون واقعًا بينكما، اجتهدي أن تتحدثي مع زوجك، ومدخلك إلى ذلك مدحه وذكر الأمور الإيجابية في حياته، فالرجل أسير المدح، وهو إذا رآك تمدحيه واعتاد على ذلك منك سيتغير حاله، ويجتهد في المعاملة بالمثل، المهم أن تستمري على ذلك لفترة ليست قصيرة.

7)- من الأمور التي تصنع توازنا نفسيا في البيت، ويكون لها مردود إيجابي عليه: تذكر حسنات الزوج وإيجابياته، وتعظيم ذلك عندك، فإن هذا دافع قوي لتقبل بعض أخطائه.

وأخيرًا: الحياة الزوجية لا بد أن تمر بتلك المصاعب، ولكن ما بينك وبين زوجك من مشاكل والصبر عليها من أجل الأولاد هو أمر مباح لك، ولعلك تأخذين الأجر من الله، المهم أن لا يكون في الصبر هذا خطر على دينك أو تهديد لنفسك.

وفقك الله –أختنا- وأصلح الله حالك، وهدى زوجك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً