الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الزوجة في حق زوجها بحجة أنها لا تحبه!

السؤال

السلام عليكم.

هل يحق للزوجة التي لا تحب زوجها أن تقصر في حقه، ويكون لها حياتها الخاصة التي لا يعلم عنها شيئاً، وتتصرف وكأنه ليس موجوداً وهي على ذمته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

العلاقة بين الزوجين أمر الله تعالى أن تكون معاشرة بالمعروف، فأمر الزوج بهذا، فقال: {وعاشروهنَّ بالمعروف}، وقال عن المرأة: {ولهنَّ مثل الذي عليهنَّ بالمعروف} والمعاشرة بالمعروف تقتضي فعل ما يتعارفه الناس من الإحسان وأداء الحقوق وعدم التقصير فيها، لكلِّ واحدٍ من الزوجين حقوق على الآخر، وكلّ حقٍّ للزوج على المرأة أو على الزوجة هو واجبٌ عليها، والعكس كذلك، والحياة لا تستقيم إلَّا إذا قام كلا الزوجين بأداء ما عليهما من الحقوق، وراقبا ربَّهما في إحسان المعاملة والمعاشرة، وبذلك تسعد الحياة الزوجية.

ما سألت عنه بخصوصه -أيها الحبيب- من أنه هل للزوجة التي لا تحب زوجها أن تُقصّر في حقه؟ فالجواب أنه إذا دعا الرجل زوجته إلى الفراش والاستمتاع فإنه لا يجوز لها أن تمتنع عن ذلك بغير عُذر يُبرّر الامتناع، والأحاديث الواردة في وجوب طاعة المرأة لزوجها كثيرة جدًّا، وكراهتُها للزوج لا تُسوّغ لها معصية الزوج والامتناع عن حقه.

هذا لا يعني أنها لا تستأذنه في كل تصرُّفٍ تتصرّفه داخل البيت، أمَّا الخروج من البيت فلا يجوز لها أن تخرج من بيته إلَّا بإذنه، ما دام يقوم بالواجب عليه من الإنفاق وتحقيق الحاجات، فلا يجوز لها أن تخرج إلَّا بإذنه، إلَّا إذا دعت الضرورة ولم يأذن، فالخروج للتداوي أو لتعلُّم دينها الذي يجب عليها أن تتعلّمه ولم يتيسّر لها التعلُّم في البيت، فهذه الأحوال يجوز لها أن تخرج بدون إذن الزوج، أمّا ما عدا ذلك فلا تخرج إلَّا بإذنه.

إذا قصّرت المرأة في شيءٍ من هذا الحق أو امتنعت من أداء حقٍّ عليها فإنه ينبغي للزوج أن يكون مُعينًا لها على الطاعة، وألَّا يُسارع إلى إفساد هذه الحياة بفراقها بطلاقٍ أو نحوه، بل ينبغي أن يسلك المسلك الذي أرشد الله تعالى إليه، حين قال: {واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ}، فالوعظ والتذكير بالله تعالى والتذكير بلقائه وبالآخرة، والتذكير بالجنة والنار، من شأنه أن يُليّن القلوب القاسية، ويُنبّه الإنسان الغافل ويُذكّره بعد النسيان، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.

نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً