الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة لا أحبها بقدر حبها لي.. فهل أفسخ الخطوبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبت بنتاً ذات خلق، وأثق فيها ثقة عمياء، وهي تحبني جدًا، وتحارب أي أحد من أجلي، وأنا لا أحبها بنفس الدرجة، وفي بعض الأوقات لا أكون مبسوطًا، وفي أوقات أخرى أكون مبسوطًا، يراودني شعور بتركها، وأحيانًا لا أريد تركها، فما الحل؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alisalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أباح الشرع مرحلة الخطبة لاختبار المشاعر والألفة بين الطرفين، وتعتبر فترة الخطبة فترة تجريبية هامة، عليها يتقرر الاستمرار من عدمه في العلاقة، ولكن أشعر أنك بين أمرين:

1- إما أنك تسرعت في الاختيار وأدركت الآن خطأ اختيارك.
2- وإما أنك حكمت بالخطأ على مشاعرك كونها تشبعت العلاقة بينكما.

بخصوص الاحتمال الأول: فالشرع قد كفل حق الافتراق للرجل سواء في الخطبة أو الزواج، والافتراق في تلك المرحلة أفضل بكثير من افتراق ما بعد الزواج، نعم سيكون الأمر صادمًا ومؤثرًا، ولكن العاقل من رأى مفسدتين فاختار أقلهما ضررًا، وبلا شك أن زواجك بها دون اقتناع سيكون مضاره أكبر من ضرر فسخ الخطبة، وكما يقول ابن تيمية: "ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين".

اجلس معها جلسة مصارحة واعرض عليها الأمر، وانتق ألفاظك في توجيه السبب لها؛ لأنه يقدح في رأس مالها وهو (الجمال)، فهو رأس مال أي امرأة، فعسى الله أن تكون جلسة المصارحة فيها الخير بفسخ الخطبة أو إكمالها.

وإذا قررت الفسخ، فنصيحتي لك -أخي- أن تمعن وتمهل في الاختيار، يقولون قديمًا في المثل: (لا تتسوق وأنت جائع لأنك ستشتري كل ما تقع عليه عينك)، لأنك في ذلك الوقت القرار ينبع من حاجتك الآنية وهي الجوع، ليس من احتياجاتك الفعلية، أما إذا أسقطنا الأمر على موضوعنا، فكثير من الذين تزوجوا أخذوا القرار بعنفوان وتسرع في اختيار زوجاتهم، وانتهى به الأمر إما بطلاق، أو العيش متكدرًا.

أما الاحتمال الثاني: فالعواطف والمشاعر مثلها مثل أجهزة الجسم، تتشبع عندما تمتلئ، فتزهد في التزود، فالمعدة تُشعرك بالجوع فتشتهي الطعام، فتأكل حتى تشبع، ثم لا تطيق أن تنظر إلى الطعام مرة أخرى، وكذلك المشاعر عندما تتشبع تزهد في العلاقة، والحل هنا هو فهم حركة المشاعر وعدم التسرع في الحكم على العلاقة، فقد تكون ناجحة، لكنك لم تتفهم كيف تدار مشاعرك!

ولعلك إذا خطبت مرة أخرى ستشعر بنفس الشعور مع غيرها، وهكذا مع كل علاقة خطبة.

قدمت لك احتمالين بعلاجهما، فاختر ما يرتضيه ضميرك، ونفذ الحل بحكمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً