الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعملت كل وسيلة لترك العادة السيئة دون جدوى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني في الله، أنا شاب وبعمر ٢٦ سنة، أعزب، وراض كل الرضا عن نفسي في حياتي بفضل الله وعونه، وقدر الله وشاء أن يتوب علي في الآونة الأخيرة، ويهديني إليه حق الهداية.

بعد سنين عجاف لا طعم لها من الابتعاد عن ذكر الله، وحرمان اللجوء إليه، والتضرع إليه سبحانه، لكن بدون أن أرتكب ذنوباً كبيرة أو كثيرة، والحمد لله، والله على ما أقول شهيد، مع أن الابتعاد عن الله ذنب كبير.

أعاني أشد المعاناة من الشهوة والعادة السرية، وتوابعها، وحاولت بكل الطرق أن أبتعد عنها، واستعنت بجميع الأسلحة لكن دون جدوى! منها: الصيام مثلاً، ومنها: ممارسة الرياضة.

علماً بأني شخص رياضي، وأحب ممارسة الرياضة بشكل شبه يومي، أحياناً أثبت أسبوعاً، وأحياناً أستسلم بعد أسبوعين لا أكثر.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً، وجعله في ميزان حسناتكم، لقد تعبت، وكلما أسلم نفسي للشهوة كلما أحس أني رجعت للوراء في عبادتي وطاعتي.

علماً: بأنه ليس باستطاعتي الزواج حالياً إلا بعد أن أنتهي من بناء بيتي، وهذا الأمر سيستغرق من سنة إلى سنتين بعون الله وفضله، إخواني في الله، أريد حلاً قاطعاً يريحني ويجعلني صريحاً مع الله عز وجل، ويجعلني أزكي نفسي.

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه أقول:
- بداية -أخي الفاضل- أنصحك باستشعار عظمة الله، وأنه لا يخفى عليه شيء، وقد قال تعالى: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء).

- اعلم -أخي الغالي- أن الله مع العبد متى رأى منه الصدق في مجاهدته لنفسه، وقد قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

- اعلم أن الحل عندك أنت ليس عند أحد سِواك، ويحتاج منك إلى عزيمة شخص حر تأبى عليه نفسه الخضوع والاستسلام للشهوة، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

- العادة السرية من المعاصي التي يرتكبها البعض لأسباب مختلفة، وأنصحك بالأمور الآتية:
- قطع الأسباب المؤدية إلى هذه المعصية، فهو من أنفع وسائل العلاج؛ لأنه قطع لسبب المرض، والابتعاد عن أي مغرَيات أو أشياء تدعو لفعل هذه المعصية: الابتعاد عن الأفلام أو المسلسلات، أو بعض برامج التواصل الاجتماعي، أو بعض الأماكن والتجمعات، أو المجالس والأحاديث التي تدعو لهذه المعصية، تقليل وقت البقاء في الحمام خاصة في أثناء الاستحمام، الابتعاد عن العزلة أو البقاء بمفردك.

- الصحبة الصالحة؛ لأن الصحبة الصالحة من أكثر ما يؤثر في الشخص وفي سلوكه واهتماماته، وتفكيره بشكل إيجابي.

- ملء الوقت مما يساعد على نسيان هذا الأمر وفقدان الرغبة فيه، خاصة إذا ملأه ببعض الأنشطة العقلية التي تشغل العقل والتفكير، مثل: تعلم لغة جديدة، أو تعلم مهارات التفكير، كذلك بالأنشطة الاجتماعية؛ كالانخراط في أعمال خيرية وتطوعية.

- العلم الشرعي وقراءة كتب السير والتراجم، فقراءة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسير الصحابة، وسير أبطال الإسلام مما يعين على تغيير الاهتمامات، وعلى شحذ الهمة والانصراف عن سفاسف الأمور، وأنصحك بكتاب "الرحيق المختوم" في سيرة الرسول، وكتاب "صور من حياة الصحابة" في التراجم.

• ممارسة الرياضة –وأنت كما ذكرت رياضي-، فهي أمر حسن؛ وهي من أكثر ما يفرغ الطاقة، ويصرف التفكير عن مثل هذه العادات السيئة، وتشعر الشخص بالراحة والسعادة.

- تجنب الخلوة والجلوس لوحدك والانفراد بالنفس؛ لأنها تفتح باب الوساوس والتفكير بالمعصية.

- تجنب بعض الأطعمة التي تزيد من إثارة الشهوة، مثل: الأطعمة الغنية بالدهون، والمحار، وسمك السلمون، والفلفل الحار، والقهوة، والشكولاتة الداكنة.

- لا تيأس من روح الله ورحمته، وإذا وقعت في الذنب فجدد بعده توبة مباشرة، مهما تكرر منك الوقوع في الذنب.

- احرص على أن تعجل بالزواج.

- عليك بالإكثار من دعاء الله عز وجل، والاعتصام به، والالتجاء إليه تبارك وتعالى، وأسأل الله أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً