الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي ولدان، ومنذ إنجابي لابني الأول بثلاثة أشهر أصابتني حالة من القلق والتوتر، وأخذت علاجاً وتركته، وحتى الآن أنا متعبة جداً، التعب يذهب ويأتي، وابني عمره الآن ٧ سنوات.

منذ سنة والدي تعب جداً وتوفي، وتعبت بعدها جداً، وذهبت للدكتور، فقال لي إن عندي قلقاً وتوتراً، ووصف لي سيرباس جرعة ٥٠ لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك زاد الجرعة إلى١٠٠، ولم أجد تحسناً!

ومنذ ثلاثة أشهر تركت العلاج، وهذه الأيام أشعر بتعب وأريد الرجوع مرة أخرى لعلاج سيرباس، فكم الجرعة المطلوبة لحالتي؟ وكم هي مدة العلاج؟ أنا لا أريد أن أستمر على أخذ العلاج، إنما أريد أن آخذه مدة معينة ثم أتركه، فهل هناك علاج آخر أفضل منه؟

أريد أن أعيش حياتي مثل الناس الطبيعيين، دون أن أشعر بالقلق والتوتر بداخلي.

أرجو أن أجد الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omniaaser حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أنك بعد ولادة ابنك الأول قد يكون حدث لك نوع من اكتئاب ما بعد الولادة المصحوب بالقلق والتوتر، ويُعرف أن اكتئاب ما بعد الولادة قد يحدث في أي لحظة خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة، ومن الواضح أيضًا أن لديك قابليةً لعدم تحمُّل الأحداث الحياتية الكبيرة، فبعد وفاة الوالد أيضًا عاودتك أعراض القلق والتوتر، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: مثل هذه الحالات تستجيب بصورة أفضل لعقار (سيبرالكس) وهو من وجهة نظري أفضل من الـ (سيرترالين) وهو الـ (سيرباس) السيبرالكس يُسمّى علميًا (اسيتالوبرام)، ابدئي بتناوله بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- هذه هي جرعة البداية، استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا -أي عشرة مليجرام- لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة أي خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه الجرعة صغيرة، وهذا دواء سليم وفاعل جدًّا.

بجانب العلاج الدوائي سيكون من الجيد أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، وتجنبي النوم النهاري، وفي ذات الوقت تجنبي السهر، كوني دائمًا متفائلة، أحسني إدارة وقتك، هنالك الكثير ممَّا هو مطلوب منك، الإشراف على المنزل، الزوج، الأولاد، العمل، التواصل الاجتماعي، كلها أشياء مهمة في الحياة، ومن خلال حُسن إدارة الوقت يستطيع الإنسان أن ينجز كل ما يريد، وهذا نعتبره نوعًا من العلاج النفسي التأهيلي الضروري جدًّا.

حالتك -إن شاء الله- حالة بسيطة بكل المقاييس، فالقلق والتوتر يُهيمن عليك أكثر من الاكتئاب، لكن قطعًا لديك شيء من عُسر المزاج البسيط.

هذه نصائحي لك، وإن شاء الله تعالى تكون حياتك طيبة، وطبيعية، وأرجو ألَّا تتشاءمي أبدًا، كوني دائمًا في جانب التفاؤل، توكلي على الله، احرصي على العبادات وخاصةً الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، الدعاء، كل ذلك إن شاء الله يدعمك دعمًا نفسيًّا كثيرًا ممتازًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً