الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكبت المعاصي سابقًا وأريد الرجوع لله، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارتكبت الذنوب في صغري، مثل أخذ المال من زملائي في العمل دون معرفتهم، وارتكبت معصية الزنا دون أن أفقد عذريتي، وكنت مغيبة لا أدري ماذا أفعل؟ تبت إلى الله وندمت، وفي كل صلاة أسأل الله التوبة، ولكني أخاف من عذاب القبر والآخرة، وأريد أن أصلح نفسي وأريد تكفير ذنوبي الماضية، مع العلم أنني أصوم للتكفير ولقضاء الدين، وأسعى إلى الالتزام في صلاتي، وأصلي بقدر استطاعتي ما فاتني من فروض، وأتصدق، وأقرأ القرآن.

ماذا أفعل للتكفير عن ذنوبي، وعند مماتي كيف أذهب دون ذنوب؟ فأنا أخاف من الآخرة وأريد صلاح نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختي نور-، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

• بداية -أختي الفاضلة- أحمد الله تعالى لك أن مَدّ في عمرك وأطال فيه ويسر لك التوبة، ولم يقبضك على معصية؛ وما هذا إلا من رحمة الله بكِ ولطفه، واعلمي -أختي- أنه يجب على العبد التوبة النصوح إلى الله، والتي تتضمن الندم على الوقوع في المعصية، والإقلاع المباشر عن المعصية، والعزم الأكيد على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى.

• أختي الكريمة: الله مع العبد متى كان العبد صادقاً مع ربه، ومتى تاب إلى ربه وأناب، بل يبدل الله سيئاته حسنات، لقوله: (إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَٰلِحًا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنَٰتٍۢ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وقد أخبر الله عز وجل عن سَعَة رحمته ومغفرته لعباده مهما وقع منهم من الذنوب فقال: (ورحمتي وسعت كل شيء).

أختي الفاضلة: أنت الآن في معركة حقيقية مع الشيطان، وإن أكبر ما يحرص عليه الشيطان هو أن يوقع العبد في اليأس من رحمة الله؛ لأنه بعد ذلك يكون أسيراً للشيطان يعبث به كما يشاء.

• أكثري من قراءة القرآن فإنه أكبر معين على الثبات، وقد قال الله: (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً)، وأكثري من قراءة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من مثل كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري.

• أوصيك بالاهتمام بالصلاة وأدائها في وقتها، لأنها الحبل الوثيق بين العبد وبين ربه.

• كذلك أوصيك -أختي الفاضلة- بالإسراع بالزواج قدر المستطاع، والحرص على عدم التأخر فيه لأي سبب كان.

• احرصي على الصحبة الصالحة؛ لأن الصحبة الصالحة من أكثر ما يعين الشخص على الطاعة والثبات.

• الإكثار من العمال الصالحة من النوافل والصدقات، ودعاء الله عز وجل، والاعتصام به وقد قال الله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ).

أسال الله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً