الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغار على زوجي، وأكره بعض تصرفاته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مر على زواجي شهران ونصف تقريباً، وعانيت في هذه الفترة القصيرة من عدة مشاكل بسبب غيرتي الشديدة على زوجي، زوجي إنسان ملتزم ويصلي، كما أنه يعاملني بالحسنى، لكنه منفتح قليلًا في علاقته مع بنات عمه وعماته، يمازحون بعضهم بطرق لا أجدها مناسبة، ولا أتقبلها أحياناً، فأنا كبرت في عائلة محافظة حرمت فيها مثل هذه الأمور، ودائماً يكون جوابه أنهم هكذا منذ طفولتهم.

اكتشفت مؤخراً بالصدفة أن زوجي قبل الزواج كان يكلم العديد من البنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الشيء قلل ثقتي به، كما أنه لا يغض البصر، فعند خروجنا من البيت أراه ينظر إلى هذه وتلك، علماً أنني أقوم بدوري كزوجة صالحة، ولا أعصي له أمراً، وكلما طرحت له الموضوع يخبرني أنني أسيء الظن، لكني والله لا أستطيع تحمل هذه الأمور، ولا أدري كيف أتصرف وأعالج هذا الأمر وأسترجع ثقتي بزوجي التي تكاد تختفي؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك الاهتمام على حياتك الخاصة، ونحيي هذه الغيرة التي ينبغي ألَّا تكون شديدة، وينبغي أن تكون معتدلة، وغيرتُك على زوجك دليل على حبك لزوجك، ونشكر لك رفضك للأشياء الخاطئة التي تحصل أمامك.

وأرجو ألَّا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وهذا لا يعني أننا نُؤيد زوجك فيما يحصل منه، ولكن نؤكد أن ما اعتاده الإنسان في صغره وما تربّى عليه من تنشئة اجتماعية قد يحتاج لبعض الوقت، فاحرصي على تذكيره بالله، ودعوته إلى مراقبة الله وتعالى، ولا تحاكميه، ولا تنبشي في تاريخه الماضي، فإن الإنسان إنما تزوّج ليترك الممارسات الخاطئة، ليجد في الحلال غُنية وكفاية، فَهَيِّئِي له الحلال، وتجمّلي له، وكوني عروسًا متجددة، حتى يستغني بالحلال عن الحرام، ولا تُظهري أمام الأخريات مضايقتك من بعض تصرفاته، فإن ذلك قد يدفع بعض القريبات لمزيد من العناد في التوسُّع في التعامل معه، وهذا أمرٌ لا نريده.

واعلمي أن ثقتك في الزوج ينبغي أن تزداد، خاصة مع كل تحسُّنٍ يحصل، ولا تُشعريه أنك لا تثقي به؛ لأن هذا يُرديه ويدفعه إلى التراجع في هذا الجانب بكل أسف.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، واجعلي هدفك إصلاحه، وبُشرى لك في قوله صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان الرجل هو هذا الزوج الذي اختارك من بين سائر النساء، واعلمي أنك رقم واحد في حياته، والدليل أنه اختارك رغم ما كان عنده من خبرات وتواصل وتجارب، إلَّا أنه رضيك أنت، و(الأرواح جنود مُجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

أرجو ألَّا تتصرّفي تصرُّفا يُشعره بغيرتك الزائدة أو بسوء الظنِّ أو بالشكِّ فيه، وحاولي التواصل مع الموقع لتأخذي الإرشادات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً