الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرضي والدي وقد أخطأت في حقه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد استشارتكم في كيفية إرضاء والدي.

كان أبي يضربني في صغري على أتفه الأشياء لدرجة أني ألازم الفراش من تعبي، وتسبب لي في خوف مستمر، دائما يبحث عن أخطاء صغيرة أفعلها لكي يضربني حتى لو لم أفعل شيئا، مما تسبب لي في اكتئاب حاد وفقدان المشاعر، استمريت سنتين أتعالج، و-الحمد لله- تعافيت من الاكتئاب، وأيضا رجعت مشاعري لكن ليس كما السابق بسبب العنف الذي أتعرض له.

في يوم من الأيام ضربني ضربا لدجة أني نزفت دما، وقلت له أنك لم تعد أبي، فضربني أكثر، وقال إنه لا يريد رؤية وجهي مرة أخرى، ولا يريد أن يصرف علي، وأنا نادمة على الكلام الذي قلته، وأريده أن يسامحني ويرضى عني بعد الذي قلته، رغم ما فعله بي، وأني لم أقصد ما قلته.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك لك في والدك، وأن يحفظه لك، وأن يجعلك من البارات به، إنه سميع مجيب.

أختنا: مهما كان الأب قاسيا فأنت حبيبته، وأنت ابنته، وأنت قلبه وعينه وفؤاده، قد لا تعرفين هذا اليوم لكن سيأتي اليوم الذي تتأكدين منه صدق قولنا، وإذا أردت التأكد فسلي كل فتاة فقدت أباها اليوم، سليها ماذا تشعر، وما الذي ينقصها؟ ستخبرك دمعاتها المتتالية وخفقان قلبها وشرود ذهنها قبل أن تنطق بحرف عن افتقادها لأبيها.

نعم هو الأب السند والظهر الذي يحميك بعد الله تعالى من كل عوائق الحياة ومشاقها، قد يقسو ويضرب لكن لخوفه عليك أو قلقه أو ربما يمر بضغوط نفسية وإرهاق لا تعلمين أنت عنه شيئا.

لقد سرتنا رسالتك، وسرنا أنك تريدين بره، ولذلك نوصيك بما يلي:
1- الإحسان إلى الوالد ما استطعت دون حديث منك.
2- المبادرة إلى تلبية ما أراد دون أن يسأل، إذا أراد القيام أسرعي بجلب نعاله له، إذا أراد شيئا أسرعي بجلبه دون أن يتكلم.
3- أرسلي له هذه الرسالة: (أبي الحبيب الغالي: ابنتك مخطئة، وحزينة لأجل تلك الكلمة التي قالتها لك، أنت أبي وحبيبي وليس لي بعد الله إلا أنت، أريدك أن تسامحني، وأن ترضى عني وسأكون طوع أمرك ورهن إشارتك، لكن لا تحرمنا الحديث معك، فليس لي بعد الله أحد إلا أنت، سأنتظر بشوق أن أسمعك تناديني، سأنتظر هذا الصوت كثيرا يا أبي. ابنتك حلا).
اكتبي هذه الرسالة بلغتك وبطريقتك وأرسليها له وهو ذاهب إلى العمل أو في العمل.

وأخيرا: استمري في ما قلناه لك، ونوعي في الأساليب، وسيرق قلبه عليك فاطمئني، فلن يحبك أحد مثله.

نسأل الله أن يرضيك وأن يرضى عنك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً