الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني وساوس بالنكد والحزن وأشعر بالضيق.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

أشعر بضيق شديد في صدري، وأحيانا أريد البكاء بدون أسباب، وخصوصًا في وجود زوجي وتأتيني وساوس بالنكد والحزن وأختنق منها فأنقل حالة النكد لزوجي، وأنكد عليه لأتفه الأسباب، رغم أن داخلي شيء أني لا أريد أن أكون معه هكذا، فهو إنسان محترم جدًا معي وما يستحق هذا، وعندي خمول شديد في جسدي، ومنذ شهور ظهرت لي آلام في رجلي ورقبتي، ومررت على أطباء كثر، ولكن كلهم يقولون ليس بك شيء، وطوال الوقت لا أحب الجلوس في بيتي، ولا أقابل أحدًا، أتمنى عمل أشياء كثيرة، لكني أحس أني مقيدة بالسلاسل، لا أستطيع عمل شيء، وأخاف على بيتي، بداخلي أمور جميلة لم أستطع إخراجها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع إسلام ويب، أنت عبرت عن مشاعرك بصورة جيدة جداً، والأعراض التي تحدثت عنها هي أعراض تدل على وجود درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي، القلق والاكتئاب حين يجتمعان بالفعل يظهر على الإنسان الضيق والشعور بالنكد وعدم الارتياح، والضجر والتململ بالرغم من أن الإنسان في داخله لديه إيجابيات كثيرة جداً، وطبعاً أن تظهر عليك هذه الأعراض في وجود زوجك هذا غالباً يكون فيه نوع من محاولة استجلاب المزيد من العطف من الزوج، وهذا ليس ادعاء أو تمثيلاً إنما هو أمر على مستوى العقل الباطني.

الحمد لله حالتك من الناحية الجسدية جيدة، والفحوصات سليمة وظهور الآلام بالرجل أو في الرقبة، هذه غالباً تكون ناتجة من انقباضات عضلية؛ لأن التوتر النفسي كثيراً ما يتحول إلى توتر جسدي، وأكثر المناطق تأثراً هي العضلات خاصة عضلات الصدر وعضلات الرقبة، لذا تحسين بهذه الكتمة والضيق في صدرك، وكذلك في الرقبة، الشعور بالخمول طبعاً علامة من علامات الاكتئاب ولا شك في ذلك، خاصة حين تكون كل الفحوصات طبيعية، وأحسب أنك قد قمت بجميع الفحوصات للتأكد مثلاً من سلامة الكبد، والكلى، ومستوى الهيموجلوبين، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين ب12، ومستوى فيتامين د، هذه فحوصات أساسية وضرورية، وإن شاء الله تعالى كلها سليمة.

أنا أعتقد أنك محتاجة لتناول أحد مضادات الاكتئاب، ومحسنات المزاج عقار بروزاك، والذي يسمى فلوكستين هو من الأدوية الممتازة جداً، طبعاً إذا ذهبت إلى طبيب نفسي ليصف لك الدواء، ويوجه لك المزيد من الإرشاد هذا سيكون أفضل، لكن إن كانت هناك صعوبة في الذهاب إلى الطبيب، فجرعة البروزاك هي أن تبدئي بـ 20 مليجرام يومياً تتناوليها صباحاً وبعد أسبوعين تجعليها 40 مليجرام يومياً، وهذه هي الجرعة الوسطية، وهي كافية جداً في حالتك، استمري على هذه الجرعة أي 40 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهذه فترة العلاج الوقائي، بعد ذلك تخفضين الجرعة إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

البروزاك والذي يعرف كما ذكرت لك باسم فلوكستين دواء سليم جداً، دواء فاعل لا يؤدي إلى الإدمان، لا يزيد الوزن، لا يؤدي إلى النعاس أو التكاسل، بل على العكس يجدد الطاقات عند الإنسان، وهو لا يضر أبداً بالهرمونات النسائية، ولا يتعارض مع الحمل.

وإن كنا في فترات الحمل نفضل أن تبتعد المرأة عن تناول أي دواء في فترة تخليق الأجنة، وهي فترة ثلاثة إلى أربعة شهور الأولى، أيتها الفاضلة الكريمة حاولي أيضاً أن تنظمي وقتك، تتجنبي السهر، النوم الليلي المبكر ممتاز جداً يؤدي إلى إنعاش وترميم كامل في خلايا الجسد، وكذلك في النفس ويستيقظ الإنسان مبكراً نشطاً يؤدي صلاة الفجر، ودائماً حاولي أن تقومي بأعمال المنزل في فترة الصباح، البكور فيه خير كثير جداً، يجب أن تمارسين رياضة، ورياضة المشي من أفضل الرياضات التي تفيد في مثل حالتك هذه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً