الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسخ الخطوبة وآثارها على الفتاة

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 22 سنة، قمت بفسخ خطوبتي للمرة الثانية من ابن عمي، وأسباب الرفض أنا من البداية لم أقبل به، ولكن الجميع أقنعني ووافقت، وبعد ذلك تبين أنه لا يعمل، وليس له نية بالعمل، وليس عنده منزل، وفيه صفة الكذب، وحصل خلاف بين العائلتين على موضوع صالون الشعر.

أنا كنت جريئة بالرد عليهم، ولم أكن أقبل يد حماتي، وطلعوا علي كلاماً بأني قليلة أدب، ولا أحترم حماتي، وتركناها البنت لأنها عنيدة، وتريد الصالون، وغير مراعية للوضع.

الآن أنا أعاني من التفكير الزائد، هل بعد كل الكلام الذي قيل عني سيأتي أحد لخطبتي؟ خائفة من أن لا أتزوج، ولا يأتي لي نصيب جيد، وأهلي غاضبون، وقلقون علي، ولكن أبي -ربي يسعده- متفهم، وبنفس الوقت قلق وواضح عليه أنه في هم.

أرجو منكم أن تعطوني نصائح لكي أمشي عليها في ظل هذه الظروف، وكيف علي أن أتصرف بعد أن تلطخت سمعتي بهذا الكلام، بالذات أني بمجتمع شرقي لا يرحم، وأرجو أن تقوموا بالدعاء لي أن يرزقني الله بالزوج الصالح عاجلاً غير آجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً -بنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نبتدئ من حيث انتهيت -أيتها البنت الكريمة- وهو الدعاء لك، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

أما ما ذكرت من مواصفات هذا الرجل الذي تقدم لخطبتك ثم رفضته بسبب هذه الأوصاف من كونه لا يعمل وليس لديه الرغبة في العمل، فإن رفضك له بهذه الأسباب أمر مبرر مقبول شرعاً ومقبول عقلاً واجتماعياً، فإن الزواج تترتب عليه حقوق، وإذا لم يكن الزوج حريصاً على القيام بواجبه في أسرته، فإن هذا سيعني أن تعيش هذه الأسرة كثيراً من المشكلات والقلق والتقصير في الحقوق.

رفضك لهذا الخاطب من أول الطريق خير لك وأفضل، ومن ثم نحن ندعوك إلى عدم القلق والخوف بسبب هذا الإجراء، فأنت لم تفعلي شيئاً محظوراً، ولم تخالفي الأسباب المشروعة التي أمر الله تعالى بالأخذ بها.

نصيحتنا لك أن تتخذي الأسباب التي توصلك للزواج، أول هذه الأسباب اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فإن الدعاء من أعظم الأسباب الموصلة للمقاصد، فأكثري من دعاء الله تعالى، وتخيري وتحري الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة، فالدعاء حال السجود وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وفي حال الصوم، ونحو ذلك.

ثانياً: ننصحك بكثرة التعرف على النساء الصالحات، والفتيات الطيبات، ومخالطتهن، فإن ذلك من أسباب معرفة الناس لك.

النصيحة الثالثة: أن تجاهدي نفسك على تحسين أخلاقك والتواضع مع الأخرين، لا سيما الذين هم أكبر منك سناً، كل ما جاهدت نفسك على سلوك هذا الطريق وسلوك هذا الأدب فإنك ستعرفين بين الناس بذلك إن شاء الله تعالى.

رابعاً: كوني واثقة من أن كل ما يحدث لنا في هذه الحياة قد قدره الله تعالى وقضاه، فإن الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقد قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ..)، فلا تقلقي كثيراً بشأن القدر، فإن الله تعالى قد قدر ما هو كائن، وهو أرحم بك من نفسك سيقدر لك الخير إن شاء الله تعالى.

نسأل الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً