الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني توترا وثقلا في القلب وزيادة في التفكير

السؤال

أنا شاب بعمر 22 سنة، أعاني من التوتر والثقل في القلب وزيادة التفكير، وثقل في القلب ورعشة في الجسم، وبعض التشنجات، وضغط على جانبي الرأس، ثم يتحول إلى صداع شديد، وإذا أخذت مسكنات لا تزيل الصداع، ومؤخراً بدأت أشعر أني سأموت.

أنا أعلم أنه لا داعي لهذا التفكير، وقد ذهبت إلى دكتور نفسي ووصف لي سيبرا برو، وكنت آخذ سيبرا برو بجرعة 10مليجرام، ثم زدت إلى جرعة 20 مليجرام، ووصف لي الطبيب أيضاً مادة اولانزابين (سكيزولازين ) بجرعة 2.5 في اليوم.

أنا الآن آخذ الدواءين مع بعض، بقي لي 5 أيام ولم أتحسن، فما هو تشخيصي؟ وقبل أن آخذ مادة الاولانزابين، ما فكرت أني أمرض أو أموت، ومن بعد أن أخذتها بدأت تأتيني هذه الأفكار، فما هو تشخيصي؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بالأخ الفاضل، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، وشكراً على سؤالك هذا.

حقيقة أنا أستغرب -وأذكرها في بعض إجاباتي- أن الإنسان يذهب إلى الطبيب فيصف له دواءً، ومن حيث لا يدري المريض ما هو التشخيص!

أريد أن أنتهز هذه الفرصة لأذكر مرة أخرى أن الإنسان عندما يذهب إلى طبيب يشكو من أعراض معينة فبعد أن يكمل الطبيب التقييم، وقبل أن يصف الدواء، علينا أن نسأله ما هو تشخيصه الذي بنى عليه وصف الدواء؟

يا ترى ما هو التشخيص الذي شخصه لك الطبيب النفسي الذي ذهبت إليه؟ فقد وصف لك (السيبرا برو) وهو مضاد للاكتئاب، ومن ثم وصف لك (الأولنزبين) وهو من مضادات الذهان، وإن كان بجرعة خفيفة، كالتي أنت عليها 2.5 مليجرام في اليوم.

يمكن لكلا الدواءين أن يؤخذ في حالة التوتر والقلق والخوف، وأحياناً الاكتئاب، وإن كنت لا أنصح بأن نجمع بين الدواءين، وخاصة أن الدواء الثاني الأولنزبين إنما وصف لك من 5 أيام فقط، ويبدو أنك منزعج منه، حيث بدأت تفكر بأشياء لم تكن تفكر بها من قبل.

أريد أن أنتهز هذه الفرصة أيضاً فأقول: إن تحسنت حالتك وخفت الأعراض فلا ندري، هل هو بسبب مضاد الاكتئاب أو مضاد الذهان.

لذلك: دوماً أنصح أن لا نعدد الأدوية إلا في حالات طارئة جداً، ولا أظن أن حالتك تستدعي كل هذا، أخي الكريم أنصحك بأن تعود للطبيب الذي وصف لك الدواء الأول ثم الثاني وتفهم منه مرة ثانية ما هو التشخيص الذي وضعه لك، بتقديري إن ما وصفت من أعراض من ثقل في القلب وزيادة التفكير وثقل في القلب ورعشة في الجسم وبعض التشنجات مع الصداع الشديد الذي لا يزول بالمسكنات، وشعورك بأنك على وشك الموت، كل هذه الأفكار صحيح ربما تشير إلى الاكتئاب، فإذا كان هذا هو فأنصح بالاكتفاء بدواء واحد وهو سيبرا برو الذي يعرف بالاستالبرام 10 مليجرام وتستمر عليه فقط لفترة لا تقل عن الشهرين، ثم بعد ذلك ربما نرفع الجرعة أو نغير الدواء إن لم تكن الجرعة العالية كافية، ودون أن نمزج مع الدواء الأول أدوية أخرى، فهذا من دواعي السلامة والمعالجة الطبية النفسية الأسلم؛ هذا أولاً.

ثانياً: أذكرك أخي الكريم بأن الدواء ليس هو كل شيء، وإنما نمط الحياة وأسلوب الحياة من الحركة والنشاط والنوم والتغذية، والعلاقات الأسرية والاجتماعية، والعبادة والصلاة كلها تفيد في جعلنا نشعر بحالة من الاستقرار النفسي الذي يعيننا على التوازن وعلى متابعة الحياة بشكل سليم.

خاصة أنك في هذا العمر من الشباب حيث أنت بعمر 22 سنة، فأرجو أن تركز أكثر من الدواء على نمط الحياة الصحي بما وصفته لك الآن، أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منك ومنا في هذه الأيام المباركة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً