الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلازمني وسواس ويزداد لدي القلق عند التوتر

السؤال

السلام عليكم.

عانيت من وساوس مختلفة على مدار 17 سنة، ولكنها تزداد عند الدراسة، أي عند زيادة التوتر والضغط، أنا الأن -والحمد لله- لدي وساوس خفيفة، لأننا في الإجازة، ولكني مقبل على الصف الثالث الثانوي، وسيكون هناك ضغط وتوتر شديد، فلقد قرأت عن بروزاك للوسواس، فهل يمكن تناوله على مدار السنة؟ وكم الجرعة المطلوبة لي؟ علماً بأني الآن أعاني من وسواس وقلق خفيف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على سؤالك الواضح والمختصر، وأحمد الله تعالى أن أعطاك البصيرة لتدرك ما أنت تعاني منه، بالرغم من صعوبته، فأنت في سن السابعة عشرة من العمر، وتذكر أنك تعاني من الوسواس طول هذه المدة 17 عاماً.

أعانك الله وخفف عنك، نعم أخي محمود، من المعروف أن أعراض الوسواس القهري بما فيها من أفكار وأعمال تزداد وقت الضغوط والشدة والتوتر، مثل أوقات الامتحانات كما لاحظت أنت في هذا، وعندما تذهب هذه الضغوط تخف هذه الأعراض وكما هو حاصل معك الآن خلال العطلة الصيفية، إلا أنك ومعك حق في هذا مشغول البال عن السنة الأخيرة في الثانوي، ولا شك أنها سنة هامة وأكيد ستكون مترافقة بالكثير بالضغوط والتوترات.

نعم دواء البروزاك وهو بالأصل مضاد للاكتئاب إلا أنه دواء فعال جيد لعلاج الوسواس القهري، حيث يعمل على إعادة توازن هرمون السيرتونين في الدماغ، وبحيث تخف الأعراض ثم تختفي إن شاء الله سبحانه وتعالى، عادة ما ننصح أن يبدأ الإنسان بأخذ جرعة يومية حبة واحدة مكونة من 20 مليجرام وتستمر على هذا عدة أسابيع.

إذا حصلت الاستجابة المطلوبة فنعم بها، وإلا يمكن رفع الجرعة إلى 40 مليجرام أيضاً لعدد من الأسابيع إن خفت الأعراض كثيراً بهذه الجرعة فنعم بها، وإلا يمكن رفع الجرعة إلى 60 مليجرام، تتناولها يومياً دفعة واحدة وعادة ننصح بتناول دواء الوسواس القهري لعدد من الأشهر تصل إلى 6 أشهر أو 9 أشهر أو أكثر، وهذا بناءً على مدى استجابة الأفكار القهرية عندك، وكل هذا أنصح بأن يكون بالتشاور مع طبيب نفسي قريب منك، بحيث إنه يؤكد التشخيص ويستبعد أموراً أخرى، ويصف لك الدواء، ثم يتابع استجابتك وتطورك مع هذا الدواء، ويعدل الجرعة بناءً على هذه الاستجابة، وسيشرح لك الطبيب إلى متى ستستمر بهذا العلاج.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يوفقك في دراستك ليس فقط لتكون من الناجحين وإنما من المتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً