الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتهرب من المسؤوليات ومواجهة المشاكل

السؤال

السلام عليكم.

لا أقدر على مواجهة أي مشكلة في حياتي، ودائما أهرب من المواجهة بكل الطرق، تعبت من ذلك، كلما حاولت أصل لنفس النتيجة، هروب من المسؤوليات، وربما يكون الهروب هذا سببه الذنوب، ولا أعرف كيف أغير نفسي، ممكن تعينوني بنقاط أمشي عليها لأعالج المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mero حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
عدم القدرة على مواجهة المشاكل والهروب والانسحاب من الحياة، ربما يعود جزء منه لتقدير الذات، وضعف هذا التقدير، فإذا كان الإنسان يرى نفسه بأنه ضعيف ولا يستطيع المواجهة ولا الرد على الآخرين، فهنا هو يحتاج لتقوية ثقته بنفسه، وسنذكر لك بعض الأمور التي تعينك على ذلك:

1- ضعف الثقة بالنفس وقوتها لا ينبغي أن نستمدها من أنفسنا ولا من الآخرين، وإنما نستمدها من الله تعالى الذي من أسمائه المعين والحافظ والهادي، فنسأله دوما الهداية ونسأله دوما التوفيق، وهذا هو ما نفعله يوميا في صلاتنا عندما نقرأ سورة الفاتحة (إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم)، ولكننا نقولها لا شعوريا بدون وعي، لذلك لا نتأثر بها سلوكيا، إذن فأول الخطوة هو التركيز الذهني في مفهوم طلب الهداية والاستعانة من الله تعالى، وأن الله تعالى كريم لا يرد السائلين.

2- الزمي الصلاة والدعاء فهي من الأدوات المهمة في تقوية الثقة بالنفس: ﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَعِينُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾ [البقرة 153] من هذه الأدعية: اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدَّين، وغلبة الرِّجال.

3- إعادة رسم خارطة أهداف حياتك، وماذا حققت منها، وماذا بقي عليك منها، ورسم خطة لإكمال ما تبقى منها.

4- تنويع الأنشطة اليومية بين عمل وترويح ومطالعة، وغير ذلك من الأنشطة المتنوعة التي تحفزك في الإقبال على الحياة والانخراط فيها.

5- تغيير مفهومك عن الفشل! فعدم تحقق الهدف لا يسمى فشلا.. وإنما يسمى (تأجيل الهدف)، فهناك كثير من الأهداف تم تأجيلها في حياتنا، وهذا ليس معناه أننا فشلنا فيها، بل اقتضت الظروف الموضوعية ألا تتحقق في الوقت الذي رسمناه لها.

6- التهرب من المسؤولية مشكلة، ولا بد من الاعتراف بأننا مسؤولون عن أقوالنا وأفعالنا، بل ومسؤولون عن سكوتنا وسكوننا وهدوئنا! والمسؤولية ليست حملا ثقيلا! بل هي مهمة نؤديها في الوقت والزمان المناسبين.

7- نعم قد يكون للذنوب دور في وقوع المشاكل، لكن لا ينبغي أن نعلق كسلنا على شماعة الذنوب، فالذنوب تكفرها الصلاة والتوبة والاستغفار، لكن ماذا بعد ذلك؟!

ينبغي أداء المهام والمسؤوليات الملقاة على عواتقنا، وكما أسلفت نؤديها برغبة وحب واقتدار، ولا نؤديها ونحن كارهون لها.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً