الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفر من إعجاب الآخرين بي! هل الأمر نفسي أم شيطاني؟

السؤال



السلام عليكم.

أرغب في الزواج والتعفف، ولكن المشكلة أني كلما رأيت شخصاً وأعجبت بصفاته تمنيت لو أنه يتقدم لي ويكون من نصيبي، فإذا ما أحسست أنه يبادلني نفس الإعجاب، ويرغب بي كزوجة، ويقوم فعلياً بخطوات للتقرب إلي وخطبتي من أهلي، عندئذ أشعر بالنفور الشديد، وضيق الصدر، وأشعر فجأة بعدم الرغبة به، وأنه غير مناسب!

هل الأمر نفسي؟ فأشعر أني لا أستحق أن يعجب بي أحد، أو أشعر أن قيمته تدنت لمجرد أنه أعجب بي أم ن الأمر شيطاني؟ كأن يكون بي مس.

أنا -الحمد لله- أقرأ سورة البقرة كل يوم قدر المستطاع، أحاول قراءة أذكار الصباح والمساء بتمعن، وأصلي وأدعو في جوف الليل قدر المستطاع، وأحيانا أشغل في المنزل الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُسهل أمرك، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.

لا شك أن الإعجاب المتبادل بين الذكور والإناث من الأمور الطبيعية، ومن المهم أن يكون هذا الإعجاب محكوم بقواعد وضوابط الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، والذي ننصح به: إذا رأيت أن شابًا يميل إليك من المهم جدًّا أن يسلك السبل الصحيحة، وأرجو أن تُشيري إليه أنك لا تقبلي إلَّا بعلاقة عبر المجيء البيوت من أبوابها، فالصالحة مثلك إذا شعرت أن شابًا يُعجب بها تدلُّه على باب أهلها أو باب عمِّها وخالها ومحارمها حتى يستطيع أن يأتي البيوت من أبوابها.

ثم ننصحك بأن تُعطي نفسك فرصة، ولا تحكمي على الشباب بهذه السرعة، واعلمي أن إعجاب الشاب بك – أنت المؤدبة – من مناقبه، كما أن إعجاب الفتاة بصاحب الدّين من المناقب والأمور الطبيعية، وليس في هذا الميل منك أو منه عيبٌ، فللنساء خُلق الرجال، وللرجال خُلقت النساء، وهذا الميل هو السر الذي يعمر لأجله هذا الكون، لكن الشريعة جاءت بهذا الميل فوضعت له قواعد وأُطر.

أمَّا ما يحصل بعد ذلك من نفور منك فهذا ينبغي أن تتعوذي فيه من عدوّنا الشيطان الذي لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير، كما أن هم هذا العدو أن يُحزن الذين آمنوا.

الذي ننصح به أيضًا أن تُكثفي قراءة الرقية الشرعية، ولا مانع من أن تذهبي إلى راق شرعي متخصص، وننصح ثانيًا بإشراك أهلك في الأمر، يعني: عليه أن يطرق الباب، ولا نُؤيد أبدًا أن يتواصل معك، سواء رضيت أو حصل منك النفور، فالذي ينبغي أن يحصل منه هو أن يطرق الباب، لأنه إذا طرق الباب كان لأهلك رأيٌ، والرجال من محارمك أعرف بالرجال، وأسرتك أنت عندهم غالية، ولن يضعوك إلَّا في المكان الصحيح.

أخيرًا: ينبغي أن تعلمي أن أي شاب أو أي فتاة، كلُّنا بشر والنقص يُطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، ولو لم يكن للشاب منقبة إلَّا أنه رضيك ومال إليك وأُعجب بك؛ هذا ينبغي أن يُحفزك إلى أن ترتفع قيمته عندك وليس العكس، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

عمومًا: من المهم إشراك الآخرين في مسألة تأسيس الأسرة، خاصة أسرتك ومحارمك، ولا مانع عندنا من التواصل إذا أردتِّ في حالة تقدّم شاب من أجل أن تسألي عن الإرشادات والأشياء التي ينبغي أن تنتبهي لها، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً