الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نشعر بأنفسنا عندما نموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي يتعلق بالموت، فأنا دائما ما أسمع أن النوم هو أخو الموت، فمثلا عندما أغفو وأستيقظ في الصباح أستغرب كيف لم أشعر بنفسي وأنا نائم، وهذا يجعلني أتساءل: هل عندما نموت نمر بحالة مشابهة، أي لا نشعر بأنفسنا عندما نموت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً في استشارات إسلام ويب.. أولاً: نسأل الله تعالى أن يعلمنا وإياك ما ينفعنا.

ثانياً: ينبغي أن يستشعر المسلم دائماً أيها الولد الحبيب أهمية العمر والوقت، ومن ثم ينفقه في تعلم وفعل ما يعود عليه بالنفع، وما فيه فائدة، لهذا قال النبي صل الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وكلمة يعنيه يعني يهمه، فينبغي أن يهتم به، ومن حسن تصرف الإنسان ومن حسن ديانته أن يقدم الأشياء التي هي أكثر أهمية وأكثر منفعة، ومن هذا البحث والسؤال وطلب المعلومة ينبغي أن يكون أيضاً مرتباً بحسب الأهمية، ومن ثم ينبغي للإنسان أن يهتم أولاً بتعلم ما يجب عليه أن يتعلمه، ويصرف اهتمامه للعمل بهذا الذي يتعلمه، فهذا في المرتبة الأولى على قائمة الأولويات.

ثالثاً: موضوع الحياة بعد الموت وكيف يعيش الإنسان بعد الموت هذا أمر غيبي لا نعلمه إلا حينما نعيشه، ولكن الله تعالى أخبرنا في كتابه كما أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم في صحيح سنته عن هذه الحياة إجمالاً، كما وردت نصوص الوحي سواء من القرآن أو من السنة بشيء من الحديث عن التفاصيل والنعيم أو العذاب الذي يعيشه الإنسان بعد الموت، ولكن كيفية ذلك لا يعلمه الإنسان.

والشبه بين الموت والنوم شبه من بعض الوجوه والله تعالى يذكرنا بالنوم ليكون دليلاً على الإيمان والبعث بعد الموت، وعودة الأرواح إلى الأجساد وخروج الأجساد، فما دام الله عز وجل يميت هذا الإنسان بالنوم أي ينيمه ثم يحييه بالاستيقاظ، فإنه سبحانه وتعالى كذلك يفعل به عند الموت، يميتكم ويحييكم، ومعلوم أن الإنسان حال النوم حي لكنه حي حياة تختلف عن حياته حال اليقظة، وكذلك الحال بعد الموت فإنه حي حياة أخرى غير الحياة التي نعهدها ونعرفها.

أما أننا لا نشعر بأنفسنا مطلقاً فغير صحيح، بل أهل العذاب يشعرون ويتألمون ويتعذبون نعوذ بالله تعالى من حالهم، وأهل النعيم أيضاً يتنعمون ويتذوقون هذا النعيم بعضهم يتذوقه جسداً وروحاً، وبعضهم بالروح فقط، ولهذا وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، أو وصف المؤمنين بعد الموت بوصفين أو بنوعين من الأوصاف، فبعضهم أرواحهم في الجنة تطير في الجنة لها مأوى تأوي إليه، قناديل تحت العرش، فهذه أرواحهم نفسها كالطير، فنعيمهم نعيم روحي فقط، أرواحهم هي التي تتنعم، والصنف الآخر وهم الأرفع درجة والأكمل فأرواحهم في حواصل طير خضر، فهؤلاء جمع الله تعالى بين نعيم الروح والنعيم الجسدي، لكن كيفية هذا النعيم لا يعلمه إلا الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه، وأن يشغلنا بما هو أنفع لنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً