الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي سبب لي حالة نفسية ولا أعلم كيف أتخلص منها.

السؤال

السلام عليكم.

أتمنى منكم المساعدة والدعاء بالصبر والفرج، فأنا متزوجة منذ ٩ سنوات، ولدي اثنان من الأبناء، مشكلتي أنني تزوجت زوجا نرجسيا، لم أكن أعي هذا الأمر، كنت أتوقع أنه محسود أو مسحور، ولكن هذه طباعه منذ أن ارتبطت به، لا يقدرني ولا يحترمني ولا يسندني، وكثير الشكوى والتذمر والنقد، ولا يعجبه شيء مني، حتى كلمة (شكرا) لا يقولها، وإذا طرحت فكرة مخالفة له يعتبرني عنيدة، ولا أستطيع أبدا أن أشكو له أي شيء في جميع الأحوال والأوقات.

لا أستطيع أبدا أن أتكل عليه، ويحرجني مع الناس فأعطيهم وعوودا بتنفيذ شيء معين -وبموافقته- وعندما يغضب يمنعني، ولا يستطيع أحد أن يتكلم معه بأمور عكس ما يرغب، حتى والداه، ولا يخرجنا أنا وأولاده إلى التنزه إلا كل ٣ أو ٤ أشهر مرة، ويضيق علينا الخروج في العطلة، بحجة أنه يريد السيارة، مع العلم أن لديه سيارة ثانية ولكنه أعطاها لشقيقته لتستخدمها دون أي مراعاة لي ولأبنائه، فشقيقته تستخدمها بصفة التملك، مع علمها بوجود مشاكل بيننا بسبب هذا الموضوع، وأن هذه السيارة كانت لي من قبل.

أنا الآن في حالة اكتئاب شديد، ولم يقبل أن أذهب لطبيبة نفسية، فأنا متوترة بشكل دائم، وكثيرة الحديث مع نفسي، وأشد على أسناني ليلا كثيرا، وأستيقظ في الليل وكأنني أشعر بدنو أجلي، ولا أستطيع التركيز بشيء، فأنا أتعلم الخياطة، ولكني إذا أردت أن أصنع شيئا وتطلب الموضوع تركيزا ذهنيا أشعر فجأة بعدم القدرة على الاستمرار، وتزداد دقات قلبي مع شعور بالاستفراغ، ولا أستطيع العودة إلى العمل الذهني، فزوجي دائم الحلف بالطلاق، فأنا أريد الراحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك أختنا الفاضلة مجددًا، ونشكرك على تواصلك معنا عبر اسلام ويب، ولقد اطلعت على بعض أسئلتك السابقة وردود السادة العلماء على أسئلتك، وهي إجاباتٌ مفيدة، لعلّك استطعت الاستفادة منها بإذن الله سبحانه وتعالى.

وأريد أن أضيف هنا:
أولاً: الصعوبات التي بينك وبين زوجك كثيرة ومتعددة، ومرّ عليها عدد من السنوات، ومع ذلك فالاستمرار في محاولات الإصلاح يُفيد أن تبقى مستمرة، ولعلَّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا، ويجعل زوجك أكثر تجاوبًا واحترامًا وتقديرًا لك، ولكن مع كل هذه المحاولات يُفيد عدم التعويل كثيرًا والانتظار الطويل، والأفضل أثناء هذا الانتظار أن تعملي على إنماء نفسك وتنمية نفسك ومواهبك بالعلم والصلاة والهوايات المفيدة، كالخياطة التي تُمارسينها، وكذلك الرياضة، فهي ترفع الدرجات ومحسّنة للمزاج، ولعلّه عندما يصحو زوجك وينتبه لك ويعود إليك لا تكونين قد أضعت الوقت والسنين في انتظاره، متذكرة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لنفسك عليك حقًّا) فبناء نفسك وتكوينك ليس فقط سيحسّن نفسيتك، وإنما سيعينك على تربية ولديك.

الأمر الثاني: ما أشرت إليه في رسالتك من الاكتئاب الشديد وحديث النفس والشد على أسنانك والاستيقاظ ليلاً وكأنه دنو أجلك وضعف التركيز؛ فكلُّ هذه في الغالب أنها ردة فعلٍ للقلق وللتوتر المزمن الذي تعيشينه من صعوباتك مع زوجك.

وما ذكرتُه لك في الفقرة الأولى من بناء نفسك وممارسة الهويات والرياضة لعلّه يُحسّن من نفسيتك هذه التي وصفت، ولكن إن طال الأمر ولم تشعري بالتحسُّن المطلوب بعد شيء من الوقت، فلا مانع من أن تستشيري أخصائية نفسية، سواء بعلم زوجك أو بغير علمه، فالتشخيص في حينه قابل للعلاج، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإن الله ما أنزل من داء إلَّا وأنزل له دواء).

فأرجو أن تفكري في النقطتين هاتين، وأدعو الله لك بالصلاح والسكينة والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً