الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شخص أسلم حديثا.. فهل أوافق عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت إلى شخص عن طريق كورس أون لاين وحدثني عن إسلامه، وأنه متزوج من فتاة ليست من أهل الكتاب قبل إسلامه، وعنده ولدان أحدهما 7 سنوات، والآخر سنة ونصف، وحاول كثيرا أن يقنعها بالدخول في الإسلام، ولكنها كانت ترفض، وعندما تعرف علي بدون رؤيتي، وشعر أنني متدينة وحدثني كثيرا عن الإسلام، وعن حلمه بالزواج من فتاة مسلمة، وأنه يريد أن يجعل أبناءه مسلمين، ويريد زوجة تكون سببا في زيادة إيمانه هو وأطفاله، وشعر أنني الفتاة المناسبة، ولكنه أعطى زوجته فرصة أخيرة للدخول في الإسلام، ولكنها رفضت مرة أخرى، فسألني إذا كنت سأقبل بالزواج منه مع وجود ولديه، وأنه سيبتعد عن زوجته وسيسأل في إجراءات الطلاق القانوني، ولكنها ترفض الطلاق، وترفض أيضا أن يأخذ أولاده معه، فأنا شعرت أنه يعيش ويضحي بكل عائلته من أجل إرضاء الله، ورغبته في دخول الجنة.

عرضت هذا الأمر على والديّ، ولكنهم رفضوا بشدة؛ لأنه ليس من بلدي، وكان غير مسلم، ومتزوج من قبل، وأنا لست متزوجة، ولكنني حاولت إقناعهم بأن يجلسوا معه، ويحكموا بعد الحديث معه لمعرفة أخلاقه، كما وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، ولكنهم لم يعجبهم مظهره، ولكن والدي قال بأنه يبدو طيبا، فحاولت إقناعهم بأن أهم شيء عندي هو الدين، وإنني أريد أن أكون سببا في زيادة إيمانه، وإدخال أبناءه الإسلام فوافقوا، ولكن اشترطوا بأن يؤمنوا على مستقبلي معه، وطلبوا منه مهرا، ولكنه سألهم بأن يمهلوه عدة أشهر، فوافقوا.

ولكنني شعرت بأنه يتحدث مع فتيات، ولكنه متمسك بي، ولكن بعد أن حذرته بشعوري أشعر بأنه تغير والحمد لله، فهل أستمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الكريمة: نتفهم طبيعة الموقف الذي وضعت فيه، ونتفهم حاجة الأخت المتدينة إلى زوج صالح يعفها عن الوقوع في الحرام وتعفه كذلك، وهذا أمر لا ينبغي علينا أن ننجرف خلفه عاطفيا دون أن تكون هناك رؤية واضحة لتبعات مثل هذا الزواج.

أختنا: الزواج لا يبنى على العاطفة، وقصة الشاب لا شك أنها أثرت فيك حتى وقفت أمام والديك وأهلك وأقنعتهم بما يصعب على الأبوين القبول به: كونه كان غير مسلم، وله ولدان، وكان متزوجا، كل هذه أمور يصعب على الوالدين القبول بها، لكن تدخلك غير المعادلة.

أختنا الكريمة: نعم قد جاء في الحديث التنصيص على الدين والخلق، ولكن هذا لا يوجب الزواج إلا إذا كانت الرغبة موجودة والتحمل قائما، وعليك دراسة الأمر جيدا من زاويتين:

1- مدى قدرتك على تحمل زوج بأولاده خاصة مع ما ينتاب ذلك من طبيعية بيئية مختلفة، وهذا يوجب عليك التفكير فيه.
2- مدى القدرة على التكيف على حياة في غير بلدك مع قوم من غير دينك مع زوج، مع عدم التأكد من تدينه التام بعد أن علمت أنه يكلم بعض النساء.

أختنا: نحن نقول ذلك لك لسببين:

1- لا زلت بكرا والفرص متاحة خاصة ولست كبيرة في السن، على عكس المرأة المطلقة أو الأرملة.
2- القناعة به قد لاحظنا أنها غير تامة.

وعليه فنرجو منك عدم التعجل، والنظر الى الموضوع من كل جوانبه التي ذكرنا لك بعضها، والتأكد التام من دينه وأخلاقه وأخلاق أولاده خاصة الأكبر، ثم الاستشارة بعد معطيات واضحة، ثم الاستخارة، وبعد ذلك توكلي على الله عز وجل.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحفظك، وأن يرزقك الزوج الصالح، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً