الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا يخفف أعراض التوتر والقلق عند التحدث مع الناس

السؤال

أعاني من التوتر ورعشة الصوت واليدين عند التحدث مع أناس لم يسبق لي معرفتهم أو التكلم معهم، وأتجنب الحضور في المناسبات الاجتماعية بغية تجنب الإحراج، أريد دواء يخفف أعراض التوتر والقلق؛ لأنني مقبلة على الزواج وأخشى أن أقع في هذا الموقف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

وأسأل الله تعالى أن يتم هذا الزواج على خير وبركة، وأن يجعله لكما مودة وسكينة ورحمة، أنا لا أعتقد أنه لديك درجة مزعجة من الرهاب الاجتماعي، هو بالفعل نوع من قلق الأداء أو ما نسميه بالقلق الظرفي الذي يحدث عند المواجهات، وبالفعل يكون هنالك نشاط زائد للجهاز العصبي اللإرادي، لأن الإنسان إذا واجه أي موقف لا يحس به بالراحة ينشط الجهاز السمبثاوي، ويحدث إفراز للادرينالين، لأن الإدرينالين هو الذي يحفز الإنسان ويشد من أزره ويجعل العضلات في حالة استعداد كامل، ويكون تركيز الأوكسجين عاليا جداً، لأن ضربات القلب تزداد وتدفق الدم يزداد، سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجه خطرا على سبيل المثال إذا واجه الإنسان الأسد إما يقاتله أو يهرب، وكلاهما يحتاج لطاقة عضلية شديدة؛ لذا تحدث هذه العملية الفسيولوجية الآلية، أرجو أن يفيدك هذا الشرح.

النقطة الثانية: أنا أؤكد لك ما يحدث لك من توتر ورعشة في الصوت واليدين هو شعور موجود لكن مبالغ فيه، هذا قد أثبت بالدليل القاطع، قام العلماء بإجراء تجارب على الأشخاص الذين يعانون من رهاب اجتماعي ودائماً يشتكون من الرعشة، تغير الصوت، الخوف أن يسقطوا، التعرق، احمرار الوجه، قام أحد العلماء النفسيين بتصوير هؤلاء الأشخاص عند هذه المواجهات دون علمهم عن طريق الفيديو، ثم عرضت عليهم صور الفيديو الخاصة بكل واحد منهم، وقد اتضح وبما لا يدع مجال للشك أن التغيرات الفسيولوجية التي كان يتحدثون عنها من رعشة وتعرق كانت أقل بكثير مما يتصورون، فإذاً هنالك مبالغة في المشاعر، أرجو أن يطمئنك هذا التفسير، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي شيء، لو ذهبت في أي موقف اجتماعي، فقط المواجهة دائماً هي الأحسن، والتجنب هو الأسوأ.

لكن أتفق معك أن الإنسان أيضاً يحتاج لشيء من الأدوية التي تساعده، الحمدلله يوجد أدوية ممتازة جداً وسليمة، أنا أنصحك بتناول دواء يسمى سيبرالكس واسمه العلمي استالبرام ابدأ في تناول بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناولي هذه الجرعة البسيطة لمدة 10 أيام ثم اجعليها حبة كاملة أي 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم خفضيها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا هو الدواء الأساسي الذي سوف يساعدك كثيراً على المدى القصير والمدى البعيد، لكن المدة التي وصفتها لك هي أقصر مدة وهذه أصغر جرعة، والدواء سليم غير إدماني، غير تعودي، لا يؤثر أبداً على الدورة الشهرية أو الهرمونات عند النساء.

أما الأدوية المساعدة هنالك عقار يسمى اندرال هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي بروبراننول، مشهور جداً، هذا حقيقة يسبط الجهاز العصبي اللإرادي قليلاً مما يقلل من إفراز الأدرينالين ويجعل الرعشة والرجفة تختفي تماماً، أيضاً هو علاج جيد لكنه لا يقتلع الخوف من اساسه، لذا يعتبر السيبرالكس مهما، الاندرال تتناولينه بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناوله، وبعض الناس يتناولونه بجرعة 20 مليجرام ساعتين قبل المناسبات، لكن الطريقة التي وصفتها لك هي الأفضل، وأيضاً مارسي تمارين الاسترخاء تمارين التنفس المتدرجة ممتازة جداً، توجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً