الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعت علي أمي دعاء حطمني، فهل سيستجاب دعاؤها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أولا وقبل كل شيء: أتقدم بخالص الشكر لكم على هذا الموقع الرائع، فمنافعه لي لا تعد ولا تحصى، جزاكم الله خيرا.

في يوم من الأيام تناقشت مع أمي فغضبت مني ودعت علي: (إن شاء الله ربي يزوجك برجل طاعن في السن يكرهك حياتك)، منذ تلك الفترة وأنا محطمة صراحة، لم أستطع أن أتقدم خطوة واحدة، لم أستطع حتى أن أذاكر، فمجرد أن أتذكر دعاءها أقول وما فائدة أن أذاكر وووو...، رغم أن أمي تحبني كثيرا، وأعلم جيدا أنها تريد لي الخير، السعادة، التفوق، النجاح، تريدني أن أكون من حفظة كتاب الله، وحقيقة هي لا تدعو علي وعلى إخوتي في العادة، فهي لا تحب هذا الفعل، ولكنها في لحظة غضب دعت علي، وأعلم أنها لم تكن تقصد، فبعد الدعوة قالت لي بأنها كانت تمزح، فهل ستستجاب دعوتها؟

وشكرا مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحول كل دعوات والدتك إلى خير وبركة، وأن يلهم الوالدة السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تطالبي الوالدة أن تكثف لك الدعاء كما دعت عليك بهذه الدعوة التي لم تكن مرغوبة وهي تقول لم أكن أقصدها، وعلى كل حال فالأمر واسع وبإذن الله لن يصيبك إلا الخير، ولن يأتيك إلا الأمور التي تسرك ما دمت ولله الحمد سائرة على درب البر والطاعة لله تبارك وتعالى والحفظ لكتاب الله وبالمحافظة عليه، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

لا تقفي أمام هذا الأمر طويلاً وإذا تذكرت هذا الأمر فقبلي رأس الوالدة واطلبي منها الدعاء لك، مثل ما دعت عليك تدعو لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأرجو أن نذكر كل أم بأنه لا يجوز للوالد أو الوالدة أن يدعو على نفسه أو يدعو على ماله أو يدعو على ولده إلا بالخير، ونسأل الله أن يستخدمنا فيما يرضيه، والحمدلله؛ فالمهم هو أن الوالدة راضية عنك محبة لكم، وأنها لا تكثر بالدعاء عليكم ونسأل الله تبارك وتعالى أن تتحول دعوتها إلى برد وسلام وخير وأمن وأمان وطمأنينة لك.

ومعلوم أن الشيطان يفتح مثل هذه الأبواب ليشوش علينا، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، فلا تقفي طويلاً أمام هذه الوساوس وانطلقي في حياتك حفظاً لكتاب الله، براً للوالدة، طاعة لله، اجتهاداً في الدراسة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً