الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بخوف مستمر وضيق، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في 19 من عمري، أصبت بمرض ضيق علي الحياة، وهو في الغالب وسواس، وأشعر بأنني أعيش في عالم آخر، أو أنني تغيرت من الداخل، لدي خوف غير طبيعي، وأخاف مع أنه لا يوجد شيء واضح للخوف، إلا إنه خوف داخلي، وبسبب هذا الخوف أشعر ببرودة في اليدين والرجلين، وأحيانا لا أشعر بهم، وحتى أقلل من الخوف، أعض عليهن أو أحكهن بأظافري، حتى يقل عني الخوف، وأشعر بضيق في الصدر يصل أحياناً إلى البكاء، وعملت تحاليل عن الغدة الدرقية، والتحاليل تشير لارتفاع الغدة الدرقية، وحالياً أنا آخذ الدواء الذي وصفه لي الطبيب منذ ثلاثة أشهر، وأخبرني الطبيب أني أتحسن، وأشعر أيضا بدوخة، وأحياناً صداع متنقل، وأصبحت لا أحب سماع القرآن، ولدي خوف نابع من صدري، وأذهب إلى المسجد في الركعة الأخيرة، حتى أتم الصلاة سريعاً، ما توجيهكم لي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك -يا أخي- ثقتك في إسلام ويب، وأنا تدارست رسالتك وأود أن أطمئنك -إن شاء الله- حالتك بسيطة، كل الذي تحس به من أعراض نفسية وأعراض جسدية، كضيق في الصدر مثلاً، ناتجة من قلق نفسي، القلق النفسي يؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرتها، ولا شك في ذلك، حتى الشعور بالدوخة والصداع المتنقل سببها القلق، لأن القلق يؤدي إلى انقباضات عضلية، والانقباضات العضلية تؤدي إلى كل هذه الأعراض.

لذا يفضل بعض علماء النفس أن يسمى حالتك هذه قلق أدى إلى حالة نفسوجسدية، أي أنه توجد أعراض نفسية وتوجد أعراض جسدية، وطبعاً الضيق في الصدر سببه أن التوتر النفسي -كما ذكرنا- يؤدي إلى توتر عضلي، وعضلات القفص الصدري هي أكثر العضلات تأثراً، أيضاً لديك شيء بسيط مما نسميه باضطراب الأنية، أو الشعور بالتغرب عن الذات، أنت ذكرت أنك تحس تغيرت من الداخل، ولديك خوف من شيء غير واضح، هذا وصف دقيق جداً، وأشكرك على ذلك، لأن ذلك يساعدنا في التشخيص، فإذاً لديك بجانب القلق النفسي ما نسميه باضطراب الأنية من الدرجة البسيطة، وهو جزء من القلق النفسي، فلا تنزعج، و-إن شاء الله- كل هذه الأعراض عرضية، بمعنى أنها لن تستمر أبداً -إن شاء الله-.

أريدك أن تحرص على متابعة موضوع الغدة الدرقية، لأن ارتفاع هرمونات الغدة الدرقية كثيراً ما يساعد على ظهور القلق النفسي، وأنا متأكد أن طبيب الغدد على إدراك تام بذلك.

من الناحية العلاجية: سأصف لك دواء بسيطا جداً يعالج القلق واضطراب الأنية، وفي ذات الوقت لا يسبب إدمانا، الدواء يسمى سلبرايد، هذا هو اسمه العلمي واسمه التجاري دوجماتيل، ربما تجده في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، أريدك أن تتناول منه كبسولة صباحا ومساء وقوة الكبسولة هي 50 مليجرام، تناول هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب تناول الدواء لا بد أن تحرص حرصاً تاماً على ممارسة الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، كرة القدم، أي نوع من الرياضة التفاعلية الإيجابية سوف تفيدك، أيضاً توجد تمارين الاسترخاء، هذه مهمة جداً خاصة إذا قرنها الإنسان بالتدبر والتأمل، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، ومن أهم تمارين الاسترخاء طبعاً تمارين التنفس المتدرجة الشهيق والزفير، مع حصر الهواء في الصدر، وكذلك شد العضلات وقبضها.
وبجانب برامج اليوتيوب، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن الأخصائيين النفسيين عامة على دراية وعلم بهذه التمارين، فإن كنت تعرف أي أخصائي نفسي يمكن أن يدربك عليها، والتدريب العملي دائماً مفيد جداً.

أيها الفاضل الكريم: املأ فراغك وتواصل اجتماعياً، وكن عضواً فعالاً في أسرتك، واحرص على صلواتك في وقتها، وتلاوة القرآن، وعش الحياة بقوة، هذا مهم جداً، وانظر إلى المستقبل بأمل ورجاء.

وأسال الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً