الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي غير راضية عن حياتنا الزوجية، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آسف على الإطالة. فالموضوع يخص نواة المجتمع المسلم.

أنا صيدلي عمري 36 عاما، زوجتي تعليمها متوسط، وعمرها 30 عاما، متزوج منذ 2012 م، وزوجتي طوال 10 سنوات تشتكي بين الحين والآخر من حياتنا الزوجية، تشهد بمميزاتي من كرم وحب لأولادي، وتشتكي من عيوبي ومن قلة اهتمامي بها، وغير ذلك.

كنت معتكفا وجاء العيد، وزيارة أهلي وأهلها، ثم انشغالي باختبارات آخر العام لابني، وجدت كالعادة انطواء منها وغضبًا مفاجئا، ولا أدري ما سببه هذه المرة، جلست معها للنقاش ووجدت منها الشكوى المتجذرة، وعدم الرضا بحالنا هكذا سألتها هل حالي في تحسن أم تدهور أم ثابت؟ ردت بعدم المعرفة، أخبرتها أنني عجزت، ومحاولاتي فشلت في إشباع ما تحلم به.

أما المأكل، الملبس، المسكن، العلاج، بشهادتها غير مقصر فيه، وأما عن المتطلبات العاطفية التي تتمناها ولا تجدها، فأكدت عليها أن هذا طبعي، لا يدل على عدم حب أو معزة، بل قلة حيلتي فيها، وحاولت التحسن، بالتنزه خارج البيت، الاتصال بها أثناء خروجي، الهدايا، طريقة اللبس داخل المنزل، تفريغ وقت للجلوس معها، جلوسها عند أهلها أياما كل شهرين، كل ذلك بمعدل مقبول.

ثم أنشغل بدعوة أو عمل، ثم يظهر الانطواء منها والشكوى مجددا، قد يسهل على الإنسان أن يتحمل الأذى، ولكن يصعب أو يستحيل أن يتحمل أن يرى من أمامه يعيش في مأساة وتعاسة من أجله، أكثرت عليها سابقا فكرة الاهتمام المشترك كي تذوب كثير من المشاكل والانفرادات، أحفظ أطفالي بالمسجد، وترفض تحفيظ البنات، أقص على أولادي قصص الأنبياء قبل النوم، ولا تجلس معنا، وأخيرا طلبَتْ الحل لما نحن فيه.

صارحتها أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان -إلا أن يشاء الله-، وقلت لها لو أني في نظرك مقبول بمميزاتي وعيوبي، فنعيش برضا وعدم سخط، فرفضت، واقترحت إما الابتعاد، وتأخذ مبلغا شهريا وتستأجر شقة مع أولادي، أو تعيش معي غير راضية، لتحاجني عند الله يوم القيامة، فاخترت الأول، ولا أحمل في عنقي محاجة، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -بك ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بتحسين العلاقة الأسرية، والتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يجلب لكما السعادة والطمأنينة والتفاهم والآمال.

لا يخفى عليك وعلى هذه الزوجة أن الحياة الزوجية لا تخلو من الأكدار والصعوبات، بل الدنيا من أولها إلى آخرها كما قال فيها الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والأقدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار.

وحقيقة التحصن في العلاقة يحتاج إلى مجهود من الطرفين، كما أن حسن المعاشرة يطالب به كل من الزوج والزوجة، والسباق بين الزوجين ينبغي أن يكون فيه سعادة للآخر، فخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

الرسالة الأولى لك: هي أن تجتهد في أن تحسن أوقات وجودك في البيت، وتجعل وجودك فاعلاً، وتؤدي ما عليك، وأيضاً نوجه لها رسالة بالمثل، ضرورة أن تقدر ما تقوم به من معروف، وأعتقد أن تجويد العلاقة الخاصة جداً بينكما كزوجين له علاقة بالموضوع، فعليه أرجو أن تهتم بها، وتركز معها، وتجتهد في الإشباع من هذه الناحية، إذا كان المأكل والمشرب والأمور الأخرى متوفرة، فمعنى ذلك أن الإشكال في هذه الناحية، ونتمنى أن يكون أيضاً لها دور في إكمال هذا المشوار، وقطعاً نحن نؤيد فكرة أن تظل معها، لأن وجودها في بيت آخر ومع أولادها، وبعيدة عنك، لن يزيد الأمور إلا سوءاً، وسيتضرر الأطفال جداً من هذا الوضع الذي تقترحه عليك.

وعليك أن تجتهد أن تكون معك، وأن تجتهد في أن تقوم بما عليك، تبذل كل الطاقة التي عندك في تحسين هذا الوضع، واعتقد حسن المعاشرة من الواجبات المقدمة على كثير من النوافل، وهذا أمر ينبغي أن يفهمه كل طرف، تكف أذاها عنك وتكف أذاك عنها، وأن يصبر كل منكما على الطرف الآخر، ولا نؤيد الانفصال، بل نؤيد الخيار الثاني، وينبغي ان تدرك وتدرك الزوجة أن السباق بين الزوجين في رضا الله، فاجتهد في إسعادها وعليها أن تجتهد في إسعادك، والله تبارك وتعالى هو الذي يجازي المحسن منكما.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ولذلك نتمنى أن تستمر معها، وأن تجتهد في القيام بما عليك بقدر طاقتك، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وعليها أن تجتهد في إسعادك وإسعاد أولادها، ولا تقارن حياتها بالآخرين، بل ينبغي أن نضخم الإيجابيات كلما ذكرنا الشيطان بالسلبيات، ونتمنى أن تشجع تواصلها مع الموقع لتعرض ما عندها حتى تسمع الإجابة والتوجيهات المناسبة لها مباشرة.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً