الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد علاج جذري لترهل الصمام الميترالي؟ وما نصيحتكم للتغلب على الرهاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم وأن يقويكم على الخير يا أهل الخير.

أنا طالب جامعي، عمري 20 سنة، بدأت أعاني من الخوارج الانقباضية منذ عمر 17 تقريبًا، لكنها كانت نادرة جدًا، بدأت ظهور الخوارج الانقباضية بشكل أكبر عند دخولي الجامعة والتغّرب والتعرض للضغط النفسي.

ذهبت لطبيب قلب وتأكد من فحوصات دمي وقلبي وكلها سليمة الحمدلله، فقط عندي حالة بترهل الصمام الميترالي”MVP”، وقال لي أن الترهل سيعالج بمجرد وصول سني الثلاثين، وصف لي دواء كونكور 5mg لوجود سرعة ضربات قلب لدي، وقال استخدمه لمدة شهر واحد يكفي، لكن عندما بحثت عن الدواء وجدت أنه يعالج ارتفاع ضغط الدم بالجرعة التي وصفها لي، وقرأت أيضًا أنه لا يجب عليّ التوقف عن استخدامه بشكل مفاجئ! فماذا أفعل هنا؟

أما بالنسبة لسؤالي عن التوتر والرهاب الاجتماعي، فأنا منذ بداية الدراسة الجامعية بدأت تظهر لي أعراض غريبة بالبداية لم أكن أدري أنها من أعراض القلق، كضيق أعلى المعدة عند الوقوف، وقصر النفس، ونوبات هلع مُفاجئة من فترة، لاحظت ارتفاع معدل ضربات قلبي عند سماع خبر غير جيد، أو عندما يأتي دوري للكلام بالقاعة وهكذا، ولا أستطيع كبح نفسي؛ لأن الأعراض كلها لا إرادية، صرت أتعب من طلوع الدرج رغم أني كنت إنسانا رياضيا وأمارس كرة القدم، قبل حدوث أزمة فايروس كورونا، لكن الآن لم أقوى على شيء، وإن جربت رياضة كالجري أتعب بأول دقيقتين وتأتيني دوخة وضيق بالنفس، وينتابني شعور بالازدراء لما وصلت إليه حالتي. ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على طرحك لهذا السؤال، بالنسبة للجانب القلبي وترهل الصمام الميترالي فالجيد أنك استشرت طبيب قلبية ونصحك ببعض الأمور سواء التشخيص أو العلاج الدوائي، وأنصحك بالمتابعة معه فهذا خارج تخصصي شخصياً.

سؤالك مثالاً جيد لمدى تداخل الصحة البدنية، وهي في حالتك القلب والدورة الدموية، وعلاقة كل هذا بالجوانب النفسية، كالقلق، والرهاب وغيرهما، أيضاً ورد في سؤالك أنك بدأت تعاني بعد فترة الكورونا، وهناك حديث الآن عن متلازمة ما بعد الكوفيد أو الكورونا حيث بعض الذين أصيبوا يمكن أن يشعروا بالتعب وصعوبة التنفس لأقل جهد يقومون به.

أما موضوع القلق والرهاب الاجتماعي الذي يتجلى عندك من خلال القلق ونوبات الهلع، خاصة في المواقف الاجتماعية كوجودك في قاعة الدرس فنعم هذه أعراض لا إرادية ليست تحت سيطرتك فالرهاب ونوبة الهلع أو الذعر تأتي بشكل فجائي دون سيطرة للإنسان عليها، وبالتالي يمكن أن تزعجه وتدفعه إلى تجنب تلك المواقف كوجودك في قاعة الدرس التي حدثت فيها نوبات الهلع، وتوتر القلب وشعورك بعض أعراض القلق، كتسرع القلب والتعرق وغيرهما، في هذه الحالة أنصحك بعدم تجنب تلك الأماكن وإنما اقتحامها كي تعتاد على ارتيادها من دون أن تشعر بنوبات الهلع، أو بالرهاب الاجتماعي.

وكالعادة فإني أنصحك بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، ليأخذ القصة كاملة ويقوم بفحص الحالة العقلية والنفسية ليضع التشخيص أولاً ومن ثم يصف لك الخطة العلاجية، من المهم جداً أن تشرح للطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي قصتك القلبية بأن هناك كما ذكرت تداخل كبير بين جانب الصحة القلبية وبين المعاناة النفسية، وخاصة في موضوع القلق والتوتر والرهاب، أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة والتوفيق في دراستك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً