الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اكتئاب وحالة نفسية سيئة لم أجد معها العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم.

سأختصر في السؤال قدر الإمكان، منذ سنة ونصف، وأنا أعاني من حالة نفسية سيئة للغاية واكتئاب حاد، هذه الحالة كانت بسبب إصابة في النخاع الشوكي بخطأ من الطبيب خلال عملية جراحية.

أعراض الإصابة العصبية ملازمة لي ليل نهار، وبالتالي كذلك الاكتئاب والقلق والحالة النفسية السيئة التي لا تزال حاضرة في كل الأوقات والأماكن، في الجامع أو بالصلاة أو عند الجلوس أو قراءة القرآن أو قبل النوم المضطرب أصلاً.

أرشدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير، علماً بأن مضادات الاكتئاب لا تجدي نفعاً إطلاقاً.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك من خلال الشبكة الإسلامية، ونشكرك على التواصل معنا، وعلى اختصار سؤالك كما ذكرت.

من الواضح أن هناك سبباً لما تعاني منه، والذي أشرت إليه في سؤالك بأنه كان بسبب خطأ طبي، أثناء عملية جراحية أصابت النخاع الشوكي.

حقيقة كنت أحب أن أعرف أكثر عن طبيعة العملية الجراحية التي أجريت لك، ما هي؟ ولماذا؟ ولكن على كل، إذا تأكدنا أن ما ورد في سؤالك دقيق، من أن معاناتك بدأت بعد حصول الخطأ الطبي، فأثناء العملية الجراحية من أنك أصبحت تعاني من العصبية، والاكتئاب الحاد الذي ذكرته في سؤالك، فربما لهذا أكثر من سبب.

قد يكون الخطأ الجراحي هو أحد الأسباب، ولكن ربما وضعك العام حتى قبل العملية الجراحية، ربما كنت مهيئاً للإصابة بشيء من الاكتئاب، فما كان من العملية الجراحية أو الخطأ الذي حصل فيها إنما كان العامل المثير للإصابة بالعصبية والاكتئاب، والذي ذكرت أنه لا يفارقك في الأماكن المختلفة والذي يترافق كما ورد في سؤالك بالقلق، وكما وصفت ذلك بالحالة النفسية السيئة.

على كل، من الجيد جداً أن الأمر واضح بالنسبة لك، فهذه خطوة جيدة باتجاه العلاج، ولكني أتساءل لماذا أنت ذكرت أن مضادات الاكتئاب لا تجدي نفعاً؟!

أنا أتساءل لماذا استنتجت هذا؟! هل تم وصف مضاد اكتئاب لك في الماضي ولم تجد نتيجة؟ فإذا كان هذا فأريد أن أقول: إنني عادة أذكر العبارة التالية (ما في تشخيص ما في علاج)، فلا بد أن يقوم العلاج على التشخيص النفسي الدقيق.

أنصحك بمراجعة طبيب نفسي ذي سمعة جيدة، أولاً ليقوم بفحص الحالة النفسية والعقلية وليأخذ معك كامل القصة والعملية الجراحية، وما الخطأ الطبي الذي حصل، ليصل من خلال كل ذلك إلى التشخيص الدقيق، هل هو فقط مجرد الاكتئاب أم هناك مع الاكتئاب أمر عصبي آخر!

طالما الأمر وصل إلى النخاع الشوكي، فلا بد من استبعاد عوامل أخرى قد تكون مؤثرة، وبعد أن يتضح التشخيص فإن كان هو الاكتئاب، وكانت العلاجات السابقة غير ناجحة فهناك مضادات اكتئاب أخرى، إذاً فنوع الدواء غير مناسب والجرعة لم تكن مناسبة.

إذا تأكد التشخيص فهناك عدة أدوية من الاكتئاب إن لم ينفع الأول سينفع الثاني، وأيضاً لا بد من التأكيد على أنك تأخذ الجرعة المناسبة، ليس الجرعة الصغيرة وليس الجرعة التي تفوق حاجتك، وبعون الله تعالى ستخرج مما أنت فيه، فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله سبحانه وتعالى.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً