الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي يتجاهلني وأشعر أن أخته لا تحب وجودي

السؤال

خطيبي يحبني وأنا أحبه، نحن مخطوبان منذ سنة ونصف تقريباً، وزفافنا بشهر تشرين أول، إن شاء الله.

منذ مدة ألاحظ أن خطيبي يتجاهلني ويتحدث ببرود معي أحياناً، حتى عندما يأتي إلينا زيارة يبقى على هاتفه!

عندما سألته قال لي: إنه تعود علي، ولا يوجد أي شيء سبب للتغير، بعد أن حدث بيننا مشكلة كبيرة بسبب خيانته لي قبل ثلاثة أشهر، ولكن تصالحنا وعادت المياه لمجاريها، أنا أشعر أن هذا هو السبب.

كيف أستعيد علاقتنا؟ ألاحظ أن أخته لا تحبني، وعندما أزورهم لا ترحب بي، وتتجاهل وجودي، وعندما أتحدث معها ترد علي بصوت عال، وأن رأيها هو الصحيح، وأخوها -خطيبي- يغيظها وتقول له: سأزوجك بفتاة أخرى.

أنا لا أشعر بالراحة تجاهها، وأعاملها باللطف فقط لأجل خطيبي.

أفيدوني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الزوج - أو الخاطب - على الخير، وأن يُعينكم على تحويل هذه العلاقة إلى علاقة عقد نكاح، فإن الخطبة هي مرحلة شرعية نعم لكن لا نحب أن تطول، ولا نحب أن يكون فيها الكثير من الكلام أو الكثير من الجدال، إذا كان الشاب مناسبًا وأنت مناسبة فـ (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

نتوقع دائمًا -عندما يكون في مرحلة الخطبة تواصل وعلاقات وتداخل- نتوقع بعض الأمور المزعجة بالنسبة للخاطب أو المخطوبة، خاصة مع حصول الخيانة التي أشرت إليها، ولكن تعوّذي بالله من الشيطان، فإذا تاب وصدق ورجع إلى الله تبارك وتعالى فننصحك بطي تلك الصفحات، وتظل الخيانة خيانة، لكن الإنسان إذا تاب تاب الله عليه، ونحن أيضًا ينبغي أن نتسامح مع مَن رجع إلى الله تبارك وتعالى، وعلينا أيضًا أن نضع الإيجابيات كلَّما ذكّرنا الشيطان بما فيه من السلبيات.

إذا كان قد اعتذر وندم ورجع إليك فأرجو أن تُحسّني علاقتك به، واعلمي أن علاقة الأخت معك قد تكون نوعًا من الغيرة، وخاصّةً مع إشارتك إلى أن الأخ يغيظُها ويُعاندها، وهي أيضًا تُعانده، الكلام الذي يأتي في هذا السياق ربما هو ردّ على شقيقها الذي قلت (يغيظها)، ويهتمّ بك، وهي ربما كانت رقم واحد عنده، فبعد أن خطبك أصبحت أنت تسحبين البساط من عندها، وبالتالي هذه الأمور متوقعة.

المهم هو أن تكوني على الصواب وتكوني على الخير، أن تُؤسسي هذه العلاقة على القواعد الشرعية، أن تستعجلوا في تحويل العلاقة إلى عقد نكاح، ثم تُكملوا مراسيم الزواج، حتى تخرجوا من الحرج في التواصل، وحتى تتيحوا لأنفسكم فرصة أكبر للتفاهم.

نسأل الله أن يُعيننا وإياكم على الخير، وأن يتمّم لك على خير، وخيرُ ما نوصيك به ونوصي الخاطب به هو أن تحرصوا على طاعة الله، اغتنام هذا الشهر الفضيل، الدعاء لأنفسكم، بناء العلاقة الزوجية والعلاقة في مرحلة الخطبة على قواعد وضوابط الشرع الحنيف، الإحسان إلى أهلك والإحسان إلى أهله، هذه من المعاني المهمّة التي لا بد أن تظهر حتى ننتصر على عدوّنا الشيطان الذي يثير الغيرة والمشاكل هنا وهناك، وتذكّروا أن العلاقة الزوجية علاقة بين أسرتين وبين قبيلتين.

لذلك الإنسان لا بد أن يُحسن التعامل، وتذكري دائمًا أنك متزوجة من الشاب وليس من أخته أو من أهله أو كذا، مع أهمية وجود هذه العلاقة، أرجو أن تأخذ حجمها المناسب، وركّزي في أمرك، وشجّعي زوجك على الطاعة لله، وعلى سرعة إكمال المراسيم، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً