الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس يفسد علي توبتي ودراستي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الثانوية العامة، والامتحانات بعد شهرين ونصف، وأنا لم أذاكر، ولم أدرس شيئا، وعندما أبدأ بالدراسة والتركيز يوسوس لي الشيطان ويقول: لماذا تذاكر أنت فاشل، اجتهادك سوف يضيع والوقت غير كاف، وأنت لست كباقي الطلاب، وهكذا، وللأسف أذاكر بسرعة وتشتت، وأشعر بإحباط وأترك المذاكرة وأبكي.

كنت تاركا للصلاة، وتبت من فترة قصيرة، وعندما بدأت الالتزام هاجمني الوسواس بشدة، أريد حلا وعلاجا لهذه المشكلة، الوسواس استحوذ علي، وأصبحت أصدقه، ماذا أفعل؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -عبد الله- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك، وأن يبلغك الدرجات العليا في الدنيا والآخرة.

ولدنا عبد الله: ماذا تتوقع أن يقول لك الشيطان غير هذا، هل تتوقع أن يأمرك بما فيه صلاح حالك، إنه عدوك وقد أخبرك ربك بذلك، وأمرك أن تتخذه عدوا لك، فلا تلتفت لكلامه، ولا تسمع لزيغه (إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ).

قد قصرت فيما مضى، هذا أمر جميعنا مسلم به، وقد ذكرت أنت ذلك، لكن أن تأتي متأخرا أفضل من الوقوف الباهت، الشيطان يعلم أن نهوضك الآن سيخرب عليه عمله، ولذلك هو حريص على إزكاء روح الانهزامية فيك، حريص على تحزينك وإضعافك، ولو كان يعلم أن الأمر قد مضى، وليس من رجعة للتفوق ما أتعب نفسه معك هذا التعب.

ابني الكريم: الوقت لم يمض بعد، وأمامك متسع من الوقت عظيم، استجمع قواك، وصل قلبك بربك، وابدأ بتحصيل الأسهل في دراستك حتى يعطيك دافعية للإمام، وكلما صعب عليك أمر اجتهد في تذليله، واستخدم (النت) وتصفح المواقع، فاليوم عالم كبير من المدرسين بين يديك.

ولدي عبد الله: نقطة الضعف فيك كانت آخر كلمة خطتها يدك في رسالتك، حين قلت: وأصبحت أصدقه! تصدق من يا بني، تصدق شيطانك الذي يريد لك الشر، ولا يرضى لك بأي تقدم.

استعذ بالله منه، وانهض الآن، وصل لله ركعتين في آخر الليل، وأكثر من الدعاء لله أن يصرف الله عنك أذاه، ولا تذهب إلى المذاكرة إلا وأنت متوضأ، ولا تذهب للنوم إلا وأنت مرهق، واجتهد أن تقرأ سورة البقرة يوميا أو سماعها على الأقل، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم.

افعل ذلك -يا بني- ولا تلتفت للشيطان ولا لوساوسه، بل استحقره في نفسك، فأنت بالله أقوى منه.

نحن ننتظر منك رسالة يا بني لنطمئن فيها على سيرك، وعلى دراستك، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً