الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار زميلة العمل برغبته في الزواج

السؤال

تعيّنت لدينا فتاة حسنة الأخلاق والخلقة تعييناً جديداً، وأعجبت بها، وبينما كنت أدرس في شخصيتها وأهلها، كلمها أحد موظفي إدارة أخرى ونمت بينهما علاقة، طالبته أن يتقدم لأهلها لكنه تعذر بإمكانياته، وأنه يخطط لذلك في غضون عامين، فساءت بينهما العلاقة، هل لي أن أطلب يدها، فقد كلمتها في رغبتي الزواج بها، فطلبت لذلك مهلة لتفكر وتستخير، فهل أنا على صواب في فعلي؟ وما المدة التي أمنحها إياها لكي تقرر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهلب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وأن يرزقنا جميعاً الثبات والسداد.

فإن المسلم يحرص على أن يبدأ أموره بالاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير والصواب ممن بيده الخير وهو على كل شيء قدير سبحانه، ثم أنني أنصحك بمشاورة من تظن فيه الخير والصلاح والمستشار مؤتمن، وأتمنى أن يكون لوالديك علمٌ بكل الخطوات التي تقوم بها، وخيرٌ للإنسان أن يحرص على برهما ويجتهد في أن يفوز برضاهما وصالح دعواتهما.

واحرص على أن تبدأ حياتك بطاعة الله، فلا تتوسع في العلاقة مع هذه الفتاة أو مع غيرها إلا بعد الرباط الشرعي، وعليك أن تتأكد أن هذا الزميل قد صرف النظر عن الموضوع، إلا أنه لا يجوز للإنسان أن يخطب على خطبة أخيه حتى يترك، وحتى إذا علم الإنسان مجرد النية للارتباط بفتاة معينة فالصواب أن يتوقف الإنسان حتى لا تنتشر العداوات والبغضاء بين الشباب، والفتاة أيضاً تتضرر من ذلك، وقد تصل دائرة الخلاف إلى الأسرة فيعظم الشر والعياذ بالله .

وأرجو أن تستفيد من هذه المهلة التي طلبتها الفتاة، وهذا من حقها، وأنت أيضاً تحتاج لمعرفة هذه الأسرة التي تريد أن ترتبط بها؛ لأن رحلة الزواج طويلة وتترتب عليها أشياء كثيرة.

أما بالنسبة للمدة: فالفتاة وأهلها هم الذين يحددون الوقت الذي يكفيهم، وأرجو أن لا تطول فترة الانتظار، ولكن يجب أن يكون الرد واضحاً وخالياً من المجاملات، وعليك أن تستقبل ذلك الرد بروح طبية أياً كان نوع الرد الذي يأتيك، وإذا قضى الله أمراً وقدره نفد، فسبحان من لا يسأل عم يفعل وهم يسألون، وأسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

نسأله تبارك وتعالى أن يتمم لكم الخير، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً