الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب في الحياة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

ليس لدي رغبة في العيش، ولا الاستمرار في هذه الحياة، منذ أكثر من 8 سنوات وأنا على هذا الحال، الشيء الذي يمنعني من الانتحار هو الجانب الديني فقط، ماذا أفعل؟ لا يمكنني الاستمرار أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي محمد- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرشدك إلى الطريق المستقيم، وأن يجعلك من عباده الصالحين.

أخي محمد: تفهم طبيعة الحياة وتفهم طبيعة وجودك فيها، وأجر النجاح فيها؛ يغنيك عن تلك المعاناة التي دامت معك ثمانية أعوام، فنحن في دار ابتلاء، نحن في دار امتحان، وليست دار نعيم ولا دار جزاء، الامتحان هنا والنجاح هناك.

من عاش في الحياة ولم يستحضر هذا المعنى عاش حزينا كئيبا، ومن رضي واجتهد عاش سعيدا حميدا، من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط.

أخي الفاضل: إذا أردت بصدق الخلوص من هذا الحزن مع رضى الرحمن الذي تريده، فعليك بما يلي:

1- صرف نظرك إلى غاية واحدة وهدف واحد وهو إرضاء الله للفوز بالجنة والسعادة في الدنيا، وتحليل كل ما يعن عليك بناء على هذا الهدف.
2- وضع خطة منهجية لكل الأسباب التي جعلتك تزهد في الحياة، وعرضها على الهدف الأصلي الذي اخترته وهو مرضاة الله تعالى.
3- فهم معنى الابتلاء، وطبيعة نظر الناس إليه، فما من أحد إلا وهو مبتلى، وأغلب المبتلين يظنون أنهم أكثر أهل الأرض بلاء وليسوا كذلك، ولكنه طبيعة من يحمل ابتلاءه فوق ظهره دون أن يصطحب الأجر معه، أو دون أن يفهم أن البلاء دليل عافية إذا كان صاحبه صابرا محتسبا، ولعل (أشد الناس بلاء) يؤكد هذا المعنى، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه".

فإذا استحضر معها أن كل ما يقع للمؤمن هو له خير كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عجبًا لأمر المؤمن: إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له. كان ذلك عين الاستقرار والهدوء والاطمئنان
4- الحياة وما فيها من أعمال تحتاج دائما إلى حوافز، فهو بمثابة محطة وقود للتزود كلما شعر المرء بالفتور.

وعليه فإننا ننصحك بالتالي:
ـ اجعل كل حافز في كل عمل تقوم به، وأقوى المحفزات: تحديد الأهداف ووضع استرتيجية واقعية غير خيالية لتحقيقها، ليس فقط على مستوى الدراسة، بل على جميع المستويات، المستوى الإيماني والروحي وهو الأهم.
ولو تأملت القرآن لعلمت كيف يربط بين العمل والحافز قال تعالى: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات... " هذا هو العمل فأين المحفز، هنا أكمل الآية" كانت لهم جنات الفردوس نزلاً". مباشرة بعدها بين لك الحافز.
مثال آخر " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " هذا كذلك عمل، تأتي بقية الآية لتبين الحافز" فيضاعفه له أضعافاً كثيراً..."
إذا كان هذا رب الناس مالك الناس خالق الناس يفعل ذلك مع عبيده وهو خالقهم ومالكهم، فكيف بك أنت إذا أردت ترويض نفسك.
- ابحث لك عن صحبة صالحة، واجتهد أن يكون بينهم طالب علم شرعي، فإن هذا أعون لك على التقدم والسير سالما.

هذا هو الطريق -أخي الحبيب-، فاسلكه ولا تستصعبه، وستجد الخير من خلفه بأمر الله، أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً