الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما رأيت شخصا تعلق قلبي به.. أريد حلا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة بالصف الثالث الثانوي، مشكلتي هي أني كلما أرى أي شخص قلبي يتعلق به بدرجة كبيرة جدا، وأتمنى أن يكون لي، وأحاول كثيرا أن أنسى الشخص، وأجاهد نفسي الأمارة بالسوء، ووالله إني أغض بصري بقدر استطاعتي، وأدخل دائما في حالة نفسية؛ لأني مستاءة من نفسي، كيف أني أوشكت على ختم القرآن الكريم ومنتقبة، ولست قادرة أتحكم في مشاعري تجاه أي شخص، أنا أتمنى من حضراتكم أن تعطوني حلا للمشكلة، فلا أحب أن أكون هكذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على غض البصر، وأن يُهيأ لك مَن يُسعدك وتُسعديه، ويُعينك على طاعة الله وتُعينيه.

لا يخفى عليك أن الشريعة بحكمتها عندما دعت الرجال والنساء إلى غض البصر، {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} وهنا في هذه الآية تدخل النساء مع الرجال، ثم خصص النساء بقوله: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ}، ولا شك أن حفظ البصر له أثر كبير، بل هو السبب في كمال العفة وكمال الارتياح والطمأنينة للنفس.

فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس، وكل الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر.

وإذا كنت ولله الحمد تجتهدي في غض بصرك، فنحن ندعوك إلى مزيد من الاهتمام بهذا الجانب، ثم مزيد من البُعد عن مواطن الرجال، وإذا كان هناك مجالاً لإكمال الدراسة في مكانٍ ليس فيه رجال؛ فهذا هو الذي ينبغي أن تسعى إليه الفتاة، وإذا كنت في مكانٍ فيه رجال ونساء فاحشري نفسك وسط الزميلات ووسط الفتيات، ولا تحاولي أن تُركزي على الشباب.

ونحب أن نؤكد أن هذا الذي عندك يدلُّ على أنك أنثى كاملة، وهذا طبيعي، ولذلك الشريعة حريصة على أن تُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، حتى في صفوف الصلاة، فتجعل خير صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، فكوني دائمًا في آخر الصفوف، وابتعدي عن الرجال، وتوجّهي إلى الله تبارك وتعالى، وقومي بما عليك من غض البصر، ثم تشاغلي بالأمور المهمة.

وإذا ذكّرك الشيطان بما شاهدتِ وحاول أن يربطك بالصور التي شاهدتِها فتعوذي بالله من شرِّه، واشغلي نفسك بمعالي الأمور، ولا تتأثري، ولا تتأسّفي، ولكن اجعلي هذا التأسُّف استغفارًا، عندها سيهرب الشيطان، وأكثري من ذكر الله، فإن هذا العدو يندم إذا تُبنا، ويتحسّر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، ولا تستمري مع التخيلات ومع الأفكار، كلَّما حاول الشيطان أن يأتي بها جدّدي التوبة، واذكري الله، وتعوذي بالله من الشيطان، عندها سوف ييأس هذا العدو ويتركك، لأنه يُوقن أنك تكسبين حسنات بعناده، ونحن أُمرنا أن نتخذ الشيطان عدوًّا، ولن تتحقق هذه العداوة إلَّا بطاعتنا لله كما أمرنا الله، {إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا}، وعداوة الشيطان إنما تكون بطاعة الرحمن.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً