الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا زلت حزينة على فوات خطبتي، فكيف أتعافى من ذلك الحزن؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 32 سنة، لم أتزوج، أعمل بوظيفة حكومية، علاقتي قوية بربنا، وبارة بوالدي، ومحبة للخير للغير، وأساعد الناس وأخدمهم، كنت على علاقة رسمية بشخص، كان حب عمري الوحيد، خطبني، وبعد أن قررنا الزواج تركنا بعضنا، كان هذا قبل سنوات، ولكن لا زالت هذه المشكل مؤثرة علي للآن، كل ما أتى أحد لخطبتي أرفض لا إراديا.

كما أنني كثيرة البكاء في الحمام وقبل النوم، أحس أني طيبة بسذاجة، والناس تستغل هذه الطيبة، وأحس أن الدنيا قاسية معي، وأحس أني لن أتزوج، على الرغم من أني أتمنى لو كنت أستطيع أن أسعد أمي وأبي بأن أتزوج، لأحصن نفسي، ولحبي للأطفال كثيرا، ادعوا لي بالزوج الصالح، وأن يفرج همي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونبشرك بأن الفتاة التي لها علاقة بربّها - بارَّةً بوالديها، مُحبّة للغير، تُساعد الناس - لن يخذلها رب الناس، فأبشري بالخير، واستبشري بقول النبي (خير الناس أنفعهم للناس) واعلمي أن لكل أجل كتاب، وأرجو ألَّا تقفي طويلاً أمام العلاقة التي توقفت، فليست نهاية المطاف.

استقبلي حياتك بأملٍ جديدٍ وبثقة في ربنا المجيد، واستمري في فعل الخير، ولا تُغيري أخلاقك وإن غيّر الناس أخلاقهم. استمري فيما أنت عليه من الصواب والخير، واعلمي أن الدنيا بيد الله تبارك وتعالى، فأكثري من اللجوء إلى الله، وازدادي منه قُربًا سبحانه وتعالى، واجتهدي في عدم رفض مَن يتقدّم إليك، لأن الرجال ليسوا مثل بعضهم، وإن كانت التجربة الأولى لم يُحالفها التوفيق والنجاح، فإن فرص النجاح كبيرة بفضل ربنا الكريم الفتاح.

هذا الإحساس الذي عندك ليس بصحيح، فمثلك مَن تُساعد وبارَّةً بوالديها ومحبة للخير تكونُ محبوبة عند الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسهّل أمرك، وابذلي الأسباب، ومنها عدم ردّ الخُطّاب، ومنها أن تُظهري ما وهبك الله تبارك وتعالى من جمالٍ وأخلاقٍ جميلة وصفات رائعة بين جمهور النساء، واعلمي أن معظم النساء حولك يبحثن عن أمثالك من الفاضلات لأبنائهنَّ أو لإخوانهنَّ أو لأعمامهنَّ، أو لكافة المحارم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق.

واطلبي من والديك الدعاء، وحاولي دائمًا أن تكوني إيجابية، فلا تنهزمي، وتعوذي بالله من شيطانٍ همُّه أن يُحزن أهل الإيمان، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، واعلمي أن الكون مِلْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وثقي بأن الذي يُقدّره الله هو الخير، وستأتي اللحظة - بإذن الله - التي تسعدي فيها مع رجل يُسعدك ويُعينك على الاستمرار على ما أنت عليه من الطاعات ومساعدة الناس والبر والصلة بالله تبارك وتعالى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً