الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف شديد من المعلومات الدراسية الجديدة أو غير المفهومة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب بالصف الثالث الثانوي، هذه سادس سنة لي بالثانوية العامة، السنة الأولى والثانية لم أقدر علي استكمالهم بعد شهرين من البدء بسبب الضغط الشديد من كثرة المواد، وأنا أشعر بهذا الضغط بسبب ابتعادي عن الدراسة لمدة ٦ سنوات بسبب موقف تنمر حدث لي بالمدرسة في الصف الأول الإعدادي، وكنت نادرًا ما أذهب إلى المدرسة إلا للامتحانات فقط، وبالطبع كنت أذاكر أيام الامتحانات فقط، وترتب على ذلك الموقف أنه أصبح لدي هشاشة نفسية، وأصبحت حساسا بدرجة كبيرة وأقل موقف أو كلمة تؤثر في.

أما عن باقي السنين في الثانوية العامة، بدءًا من السنة الثالثة قررت أن أجتهد وأبذل أقصي جهد لدي حتى أتفوق وأعوض ما فاتني، ولكن عندما مر أول شهران في الثانوية العامة وبدأت في أخذ معلومات جديدة، وقليل من تلك المعلومات كنت لا أفهمها فأصبحت أخاف من الدراسة جدًا وأبتعد عنها بعد شهرين بسبب وجود معلومات جديدة وخوفي من ألا أفهمها.

أما عن السنة الرابعة والخامسة فمصيرهما كان مثل السنة الثالثة، كنت أتوقف بعد أول شهرين بسبب وجود معلومات جديدة، وخوفي الشديد منها وخوفي من ألا أفهمها. أما عن السنة السادسة وهي الحالية، نفس المشكلة حدثت!

أصبحت أخاف من أي معلومة جديدة، وأخاف من ألا افهمها، وتنتابني أفكار بأنني لن أستطيع إكمال الثانوية العامة مثل السنوات الماضية.

أنا أعاني من الخجل، والحساسية المفرطة، وضعف الثقة بالنفس، وأيضًا من الوسواس القهري الخاص بالامتياز (perfectionism).

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع، وأن يفتح بصيرتك، وأن ينور قلبك، وأن يكتب لك النجاح والفلاح.

وأرجو أن تُكثر من السؤال لمُعلِّم داوود عليه السلام من أجل أن يُعلِّمك والمفهم سليمان عليه السلام أن يفهمك، وردد قول الله: {وقل رب زدني علمًا}، ونحن نؤكد لك أن الذي استطاع أن يصل إلى المرحلة الثانوية قادر على تجاوزها وتخطي ما بعدها من مراحل ومراتب علمية، وندعوك إلى طرد الوهم، وقم بما عليك من الاجتهاد، فالإنسان يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

وعليه فنحن ننصحك بما يلي:

1. الدعاء ثم الدعاء، وطلب الدعاء من الوالدين.
2. مساعدة الضعفاء والمحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.
3. ترتيب جدول المذاكرة، مع أهمية أن تراجع كل شيء في يومه، فلا تُؤجّل عمل اليوم إلى الغد.
4. بعد المذاكرة لا تتخوف من عدم وجود المعلومة، لأن المخ يحتفظ بها وتخرج في وقت الاختبار، فاحرص على أن تراجع وتُذاكر.
5. سجل المعلومات المهمة في أوراق وكرّرها.
6. اطلب مساعدة المدرسين في معرفة الأشياء المهمة.
7. قم بتسجيل الحصص إذا كان ذلك ممكنًا حتى تُعيد الاستماع إليها.
8. اختار الوقت المناسب للدراسة والمذاكرة، وأيضًا ذاكر بالمقدار المناسب، وإذا تعبت فتوقف، وإذا مللت فغير المادة بأخرى.
9. استعن بالله وابتعد عن المعاصي فإنها تُنسي العلم.
10. استمر في التواصل مع الموقع.
11. لا تتوقف عن الدراسة مهما كانت الأسباب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً