الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مقصر في حقوقي الزوجية من نفقة وسكن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أشكر العاملين على هذا الموقع الرائع.

أنا متزوجة ولي طفلة، وأسكن في المدينة في بيت أهلي، لي تقريبا سنة ونصف بعد أن اشترطت على زوجي الذي يسكن في القرية أني لن أعود إلى القرية إلا بعد أن يوفر لي مسكنا منفصلا، وذلك بعد حدوث مشاكل بيني وبين أهله، وقد اتفقنا أنه سوف يفتح لي بيتا ووافقت على الرجوع والنزول إلى القرية، ولكن اكتشفت أنه أرجع زوجته السابقة التي كان لها أربع سنوات غاضبة، وقال إنه أرجعها وأنها سوف تسكن مع أمه. وحين سألته: ما وضعي أنا؟ قال اصبري علي؛ لأنه لا يستطيع أن يجمع بيني وبينها، وسمعت من أقربائه أنه لا يستطيع أيضا أن يفتح لي بيتا في المدينة، حتى أنه مقصر في مصروف ابنتي ولا يتواصل معي، وأخبرني ألا أتصل على جواله؛ لأنه مع أمه وأخواته، واضطررت للعمل لتوفير مصاريفها ومصاريفي، وأيضا لي عنده دين من ذهب ومال!

والله إني في حيرة من أمري، أنا لا أريد الانفصال لأني أحبه، ولا أدري ما الدعاء المناسب، هل يجوز الدعاء أن يملكني ربي قلب زوجي وأن يجعله يحبني أكثر من زوجته الأولى؟ لأني لا أريد أن أدخل في ظلم أي أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صديقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نُجدد الترحيب بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك دوام تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمور، وأن يُصلح أحوال زوجك، ويوسّع برزقكم.

وقد أحسنت ابنتنا الكريمة بقبولك للرجوع إلى زوجك، والنزول عند بعض شروطه، وإن كان فيها إسقاط لبعض حقوقك، كما أرشدناك في استشارات سابقة، وهذا خيرٌ من الفراق بلا شك، كما سبق وأن أخبرناك بهذا، وهو ما أرشد الله تعالى إليه في كتابه، فالصلح خيرٌ من الفراق.

وما دمت تلمسين من زوجك الصدق فيما يُريد إلَّا أنه لا يقدر على ذلك فهذا ممَّا يبعث الأمل في نفسك ويُسهّل عليك الصبر ويُعظّم في قلبك رجاء انفراج الأمور و تحسّن الأحوال إن شاء الله. ولا يخفى عليك ما يعيشه الناس عمومًا - وفي بلدك خصوصًا – من ضيق الأحوال، ولعلَّ الله عز وجل يجعل بعد العُسر يُسرًا، فقد قال سبحانه وتعالى: {فإن مع العسر يُسرًا * إن مع العسر يُسرًا}.

ولهذا نصيحتُنا لك أن تصبري على زوجك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، حفاظًا على أسرتك، وما دام الفراق لن يأتي لك أو لا تتوقعين من ورائه شيئًا أحسن ولا أجمل من الحال الذي أنت فيه، فصبرُك على ما أنت فيه خيرٌ لك، والله تعالى لا يُضيع أجر الصابرين.

وأمَّا بخصوص السؤال عن الدعاء المناسب: فكلُّ دعاءٍ ليس فيه إثم ولا قطعية رحم ولا اعتداء على حقوق الآخرين فإنه ممَّا يجوز، ويشرع للإنسان المسلم أن يدعو الله تعالى به. فإذا دعوت الله تعالى أن يُحبِّبك إلى زوجك وأن يجعلك أحب الناس إليه فإن هذا ليس فيه اعتداء، وإنما الممنوع منه المرأة أن تطلب طلاق أُختها –أي الزوجة الأخرى– لما فيه من إدخال الضرر عليها، أمَّا مجرد أن تدعوَ المرأة بأن يجعلها أحبَّ الزوجات إلى زوجها، أو أحبّ الناس إلى زوجها؛ فإن هذا ليس فيه إثم، ولا قطيعة رحم.

والدعاء المناسب هو الألفاظ التي تُؤدّي هذه المعاني، (اللهم حبّبني إلى زوجي، اللهم اجعلني أحبّ الناس إليه، اللهم ألِّف بين قلبي وقلبه، وحنِّنْه عليَّ يا أرحم الراحمين، وارزقني رحمته وبِرَّه وشفقته) ونحو ذلك من الكلمات التي تُؤدي هذا المقصود.

نسأل الله تعالى أن يتولّى عونك وييسّر أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً