الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس قهري وقلق وتخيلات وأفكار سوداوية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أعاني من وسواس قهري، أفكار سوداوية وقلق شديد شبه متواصل ومزعج جداً، أسماء أشخاص لا أريد والله لا أن أحادثهم ولا أتذكر أسماءهم، أتمنى أن أشفى أيضاً من تخيل أشياء سيئة عن المستقبل، وأعاني من كوابيس متنوعة في نومي، زوجي طيب وجيد الحمد لله ولا أحد كامل، ولكني أحاول إسعاد زواجنا، يقفز لرأسي أسماء أشخاص حصل وأن تقدموا لطلب يدي في يوم من الأيام أو لمحت أمهاتهم أو عملت معهم لفترة، لدرجة أني لو رأيت اسم واحد منهم في التلفاز أجلس أبكي، وكأن الشيطان يوهمني أنها ملاحقه، ما الحل؟ وغير ذلك من التخيلات والوساوس السوداوية،

الحمد لله أن زوجي هو زوجي ولا أريد غيره أبداً إن شاء الله، ويخنقني قفز الأسماء هذا، دكتور، أنا لا أستطيع الذهاب لعيادة نفسية، رجاء انصحيني.

عندي أمران آخران أقولهما مرة أخرى إن شاء الله، لا أريد أن تتأثر حياتي وزواجي ونفسيتي لا قدر الله سلباً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخت الفاضلة/‏Aa ‎‏ .. حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

الأفكار السوداوية والقلق والوساوس تكون في بعض الحالات متصلة ببعضها البعض؛ حيث أن المنشأ ‏‏الكيميائي أو البيولوجي واحد لكل هذه الأعراض .‏

الأسماء التي تظهر لك لأشخاص سابقين تقدموا لك بالزواج، هي في الحقيقة نوع من ‏الاجترارات ‏الوجدانية الوسواسية كما ذكرت .‏

عليك أيتها الأخت المباركة أن تحقري هذه الأفكار، وحين تعتريك عليك التركيز على أن الأفكار ‏‏سخيفة، وأنت أكبر وأسمى من التفكير فيها، ويمكنك على سبيل المثال حين تأتي هذه الفكرة أو أحد ‏‏الأسماء يظهر على مخيلتك يمكنك مثلاً الضرب على يديك بقوة على جسمٍ صلب حتى تشعري بالألم ‏بصورةٍ ‏شديدة، وتكرري ذلك عدة مرات.‏

والغاية من وراء ذلك هي أن يقرن بين الفكرة الوسواسية واستجابةٍ مضادة، وفي هذه الحالة هي الألم، ‏‏وحين يزدوج الألم بالفكرة الوسواسية سوف تضعف الفكرة الوسواسية إن شاء الله وتبدأ في التلاشي ‏‏حتى تختفي بصورةٍ كاملة .‏

الحمد لله أنت مقتنعة بزواجك، وتريدي إسعاد زوجك، ويمكنك أن تبني هذه الأفكار وتقوي ‏منها حين ‏تعتريك الأفكار المرفوضة أو الأفكار الوسواسية الدخيلة.‏

سيكون من المفيد لك أيضاً أن تتناولي الأدوية المضادة للوساوس، وهي والحمد لله أيضاً أدوية تُعالج ‏‏الاكتئاب والقلق في ذات الوقت، وهذا سوف يؤدي إن شاء الله إلى اختفاء الأفكار السوداوية والقلق.‏

الدواء الذي أرشحه لك يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوتها هي ‏‏‏20 مليجراماً، ويفضل أن يتم تناولها بعد الأكل، استمري علها لمدة أسبوعين، ثم ارفعي هذه الجرعة إلى ‏‏كبسولتين في اليوم، واستمري عليها لمدة سبعة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تخفضيها إلى كبسولة ‏واحدة ‏وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، يمكنك بعدها التوقف عن الدواء.‏

أرجو أن أؤكد لك أن هذا الدواء مجرب ومعروف وهو فعال وممتاز وسليم جداً، كما أود أن ‏أؤكد لك ‏أن الوساوس القهرية من هذا النوع تعالج بنسبةٍ عالية جداً تصل إلى 80 أو 90%، فقط عليك ‏الالتزام ‏بالأدوية، وعليك أيضاً أن تسعي وبجدية وقوة وقناعة لطرد وتحقير هذه الأفكار واستبدالها بأفكار ‏أكثر ‏إيجابية.‏

وبالله التوفيق.‏

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق هبه

    شكرا ع نصائح الحلوه اني هم اعاني من الوسواس وصار 15 سنه وهو وسواس الكفر ومدمره حياتي منه ولكن انصحكم بقراءة سورة البقره يوميا مفيده كلش

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً