الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سأندم لو أكملت دراستي بتخصص التصميم؟

السؤال

أنا أدرس التصميم في السنة الأخيرة، ومشكلتي هي أن قدراتي في الرسم والصناعة ليست جيدة أبدا، أحتاج دروس تقوية، لكن بسبب بعض الظروف لا أستطيع أن آخذها، أيضا أنا طالبة منحة، حاولت دوما أن أحسن نفسي، ولكن لا أعرف من أين أبدأ متخبطة جدا.

بعض الأشخاص نصحوني أن أغير تخصصي، ولكني لا أستطيع لسببين، وهي: أني أدرس مجانا، والثاني أني أحب التصميم والرسم كثيرا، لا أستطيع أن أتخيل أني في يوم من الأيام سأتخلى عنه، ولكن قدراتي لا تتحسن أبدا مهما فعلت.

بعض الأشخاص قالوا لي قدراتك ليست كافية، وصعب أن تجدي عملا بسبب قلة قدراتك، الآن من جهة أعاني من لغة البلد الذي أنا أدرس فيها، ومن جهة قلة قدراتي، وأيضا أنسي بسرعة وبطيئة في الاستيعاب.

أتمنى أن تنصحوني ماذا أفعل؟ وهل أنا غير مناسبة لهذا التخصص؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من ملاحظتي لأسئلتك السابقة ذكرت بأنك تدرسين تصميم أزياء Fashion Design وهذا التخصص هام ومطلوب بشكل كبير، خاصة في بلد صناعي ومنتج مثل التي تدرسين فيها.

ما لفت نظري هو أنك في السنة الأخيرة للتخصص، مما يعني أنك استطعت تجاوز السنوات السابقة بنجاح، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قدرتك أيضا على تجاوز ما تبقى من الدراسة، فأنت الآن في عنق الزجاجة، لم يبق لخروجك منها إلا القليل.

مشكلة الرسم التي عبرت عنها بأن قدرتك فيها ليست جيدة، يمكن أن تتحسن مع مزيد من المثابرة والاهتمام، وهناك مواقع للتعليم في النت، ودورات مجانية أيضا، تحتاجين بعض الجهد في البحث عنها، كما أن التصميم في أحد جوانبه يعتمد على برامج الكمبيوتر أيضا، وليست مقصورة على الرسم اليدوي، نعم ربما تطلب الجامعة منكم الرسم اليدوي لإظهار مهارات التخيل والإبداع، ونعتقد بأنك مبدعة وقادرة، فقط يحتاج هذا الإبداع إلى إظهار على الورق.

أما مشكلة اللغة الصينية، صحيح أنها من اللغات الصعبة، لكن مع العزم والهمة سيتم تجاوز هذا الحاجز لا سيما وأنك في السنة الأخيرة!

لا ننصحك بتغيير التخصص في هذه المرحلة، بحيث لم يتبق لك إلا سنة واحدة للانتهاء من هذا التخصص، وعلى افتراض أن أمورك بعد التخرج لم تكن كما ينبغي، فيمكنك حينها دراسة تخصص جديد، بجانب تخصصك السابق الذي تخرجت منه، وسيكون هذا عامل قوة لك في سيرتك الذاتية عند التقدم للوظيفة، لكن لو تركت دراستك وأنت في السنة الأخيرة، فلن يكون معك إلا التخصص الجديد الذي سيحتاج للسنوات دراسية جديدة لدراسته.

بخصوص سوق العمل بعد التخرج هذا يعتمد على همتك ونشاطك، ويعتمد على إبداعك، فقد تلجئين إلى العمل الحر، كما قد تجدين وظيفة في إحدى الشركات، لا سيما أن هذا التخصص مطلوب باستمرار في كافة أنحاء العالم.

نصيحتي لك ألا تستمعي للمخذلين والمتشائمين، وافعلي ما يدور بنفسك وما ترين أنه صواب، لا سيما وأنك تحبين هذه المادة، ومن الطبيعي أن تجدي بعض الصعوبات، وليس المطلوب الانسحاب منها، وإنما المطلوب هو مواجهة هذه التحديات والعقبات والانتصار عليها.

مشكلة البطء في الاستيعاب، ربما من أسبابها انشغالك الذهني بهذه المشكلة، والتفكير في عواقب التخصص وهل ستجدين له وظيفة في المستقبل أم لا، كل هذه التساؤلات تسبب لك تشتتا في الذهن فمن الطبيعي ألا تستوعبي المعلومات التي تتلقينها في الجامعة بشكل جيد.

أخيرا.. في مثل هذه الظروف تلجأ الفتاة المسلمة إلى ربها لتستمد منه العون والهداية للصواب، وعليك بالدعاء أن يوفقك الله، وأن يسهل لك دراستك، وأن يرزقك بوظيفة تكفيك في عيشك، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

نسأل الله أن يوفقك، وأن يشرح صدرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً