الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاضطراب النفسي والعصبي، ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم

لدي استشارة جديدة وأرجو الرد.

1- أشعر لدي شخصيتين في آن، واحد فعلى سبيل المثال: عندما أذهب، أو أدرس، أو أقرأ، أركز على شخصيتي الحقيقة والشخصية الثانية، ولا أستطيع عدم الانتباه لشخصيتي الثانية، وكذلك شخصيتي الثانية على الخلاف للشخصية الحقيقية، فأصبحت أركز 24 ساعة، ومن ثم أردد الكلام وأقول: لماذا أنا؟ وترد نفسي الثانية حوارات، أسأل وأجيب، وهكذا أستمر، وكأن شخصين في عقلي يتحدثون، لكنني أشعر بأن الأحاديث من داخل عقلي.

2- أصبح لدي شرود ذهني وتشتت، وكأنني في عالم وهمي لا أعرف شيء، وضعفت ذاكرتي بشكل كبير بعدما كنت سريع البديهة والحفظ، الآن أصبحت لا أستطيع حفظ رقم واحد، على الرغم أنني أتذكر كل شيء بعد إصابتي بهذا الحالة.

3- عند بداية الصباح أشعر باكتئاب وخنقة في البلعوم، ووجع في رأسي، وتشتت ذهني، وأشعر بشد في رأسي، وأحيانا أفكر في الانتحار، ولكن أفكاري تخف ليلا وتهدئ، على الرغم من عسر المزاج، وتكون أفكاري متناقضة في الليل عن الصباح.

4- عند النوم تأتيني أفكار وأحاديث نفس فلا أستطيع إيقافها، فتأخذني الأفكار لمواقف طفولتي، وأتذكر كل شيء في حياتي، وهكذا أستمر وكأنني لست نائم، بمعنى أنني أيضا أثناء النوم أكون مركزا على نفسي، ونومي قليل جدا.

5- عند الخروج تنتانبي جميع الأفكار، مثلا: تأتي لي أفكار حول ما يوجد بداخل سعفة الشجرة، أو النحاس الذي يوجد في التيار، وهكذا وتصبح حرب داخلية في نفسي، أكره أفكاري، لكنها دون إرادتي.

آسف للإطالة، لكن ليس لدي غير الله ثم أنتم، وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، لديك استشارة سابقة رقمها (2471739) قمتُ أنا بالإجابة عليها قبل شهرين، وأتمنى أن تكون قد طبّقت ما ذكرتُه لك من إرشاد سابق في تلك الاستشارة.

وأنت هنا في هذه الاستشارة تُعبّر عن حالة قلقية، ولا أرى أنه لديك تعدُّدٍ في الشخصية، أو أنه لديك شخصيتين، كل الذي بك هو نوع من الوساوس القلقية، مع شيء من أحلام اليقظة، وطريقة تفكيرك حقيقة يُهيمن عليها الوسوسة، مثلاً: في النقطة الأخيرة ذكرت أنه تأتيك أفكار حول ما يُوجد داخل سعفة الشجرة أو النحاس، هذا دليل قاطع على التفكير الوسواسي، ولا شك في ذلك.

وما تراه من تناقض في أفكارك وتداخل وسرعة في التفكير وتشتّت في التركيز: هذا كلُّه ناتج من القلق الوسواسي من وجهة نظري، وهذا طبعًا يُعالج بالتحقير، هذا النوع من الفكر يجب أن يُحقّر، يجب أن تتجاهله تمامًا، ويجب أن تستبدله بالأفكار الإيجابية والأفضل.

فكر الإنسان يوجد في شكل شرائح أو طبقات، الإنسان حين تُهيمن عليه مثل هذه الأفكار الوسواسية يجب أن يضع في الطبقات العُليا من تفكيره أفكارًا تكونُ أكثر جدِّيَّة ونفعًا، فمثلاً: فكّر حول مستقبلك التعليمي، وكيف أنه يجب أن تتميّز حتى تتحصّل على أعلى الدرجات، وتتصور نفسك بعد ست أو سبع سنوات من الآن، تكون قد حضّرت الماجستير، -وإن شاء الله- في طريقك إلى الدكتوراه، الزواج، العمل.

يجب أن تسمو بفكرك لتجعل الفكر القلقي والوسواسي وأحلام اليقظة في الدرجات السُّفلى من درج التفكير، مع أهمية التجاهل -كما ذكرنا سلفًا- للأفكار السلبية والقلقية والوسواسية.

هذه الطريقة مهمّة جدًّا، وكما ذكرتُ لك سلفًا تحتاج أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا، تتجنب السهر، تنام النوم الليلي المبكّر، تمارس الرياضة، تحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، تكون بارًّا بوالديك، هذه كلها علاجات أساسية وضرورية.

وأنا فيما سبق وصفتُ لك عقار (سيبرالكس) بجانب الميرتازابين، والسيبرالكس أنا متأكد أنه سوف يقضي تمامًا على هذا الفكر الوسواسي القلقي، والآن سوف أُعدِّل لك الجرعة قليلاً ممَّا سبق: ابدأ بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، أي: تناول خمسة مليجرام يوميًا صباحًا، لمدة أربعة أيام، إذا كنت لم تفعل ذلك أصلاً، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، وليس ثلاثة أشهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيبرالكس دواء رائع، وغير إدماني، وفاعل جدًّا، والسبب في أننا قد رفعنا الجرعة قليلاً وزدنا مدة العلاج هو أن الوساوس تتطلب ذلك، الوسواس يتطلب جرعة علاجية أكبر من الجرعة المضادة للقلق والمخاوف والتوترات.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً