الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعلم ما هو مرضي عضوي أم نفسي فقد تعبت من الشتات؟

السؤال

السلام عليكم.

بعد ولادتي لا أدري ما أصابني، خوف من القادم، وتفكير بالموت، أشعر بالاضطراب فجأة، خفقات أو دقات قلب غريبة، تنميل وحرارة تسري في جسدي، نعم أعاني من خمول في الغدة ولكنني آخذ الدواء، مع أنه بعد الولادة انخفضت قيم (tsh) كثيرا حتى أوقف الطبيب الدواء، ولكنها عادت وارتفعت.

أخاف من الدواء، ومن الموت والقبر، ومن الحمل والولادة مرة أخرى، خصوصا بعد إخبار الطبيب لي بأن عندي رحمين، بحثت على الإنترنت وخفت أكثر، كل يومين أعاني من ألم في صدري، وضيق في التنفس وخفقان، مع أنني صغيرة في العمر، لا أعلم ما هو مرضي نفسي أم عضوي؟

لا أنكر أنني مررت بقصص صعبة فقدت ثقتي فيها بأقرب من حولي، فكل من حولي يبثون لي أحزانهم أيضا، كل ما أفتح موقعا للتواصل أرى أنباء الموت، أو فيديو عن الموت فأقول: هذا تنبيه لي، لقد تعبت كثيرا، أيامي تمر بلا معنى، أريد العودة إلى حياتي الطبيعية.

ذهبت إلى طبيب داخلية أراد مني أخذ دواء بسبب التسرع الحاصل، وقال: إنه بسبب دواء الغدة، فجسمي يتحسس منه، ولكني أخذته من قبل الولادة ولم يحصل لي شيء، فلم آخذ الدواء لأنني لم أقتنع.

ويجب أن أذكر أني قبل حملي سمعت الرقية لأني ظننت بأني مسحورة حتى تحسنت، والآن لا أدري أهو سحر، أم مرض عضوي، أم نفسيتي متعبة؟ أرشدوني فقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ am belal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لم تُحدّدي وقت والدتك، عمومًا نحن نعطي أهمية كبيرة جدًّا للأعراض النفسية التي تحدث بعد الولادة، نستطيع أن نقول: حتى ستة أشهر، ما بعد الولادة كثير من النساء قد يُصبن بأعراض مختلفة (الخوف، التوتر، الاكتئاب)، واكتئاب ما بعد النفاس مشهور جدًّا، وحتى الذُّهان يحدث في بعض الحالات.

فإذًا حالتك وإن كانت بسيطة لكننا نعريها اهتمامًا كبيرًا، والاعتقاد السائد أن معظم هذه الأعراض هي أعراض نفسية، قطعًا، لكن مرتبطة بالتذبذب والتأرجح الذي يحدث في مستوى الهرمونات النسائية، وكذلك الموصِّلات العصبية، وبما أنه لديك شيء من اضطراب الغدة الدرقية حتى وإن كان إفرازها الآن سليم؛ إلَّا أن ذلك قد يكون له تبعات نفسية.

أنا أعتقد أنك تحتاجين لدواء مضاد لقلق المخاوف ولا شك في ذلك، وهذه الأدوية بسيطة، سليمة، فعّالة، دواء مثل الـ (سيبرالكس) مثلاً، أو الـ (زولفت) حتى يمكن أن تتناوليه وأنت مُرضع للطفل. أنت لم تذكري الدواء الذي وصفه لك الطبيب، لكن عمومًا أنا أؤيد مبدأ تناول الدواء في هذه المرحلة، مهمٌّ جدًّا بالنسبة لك، وأرجو ألَّا تتأخّري في ذلك أبدًا، الحالة الآن هي عبارة عن قلق مخاوف وسواسي من الدرجة البسيطة، ولا نريده أن يتحوّل أو يتطور لشيء آخر كالاكتئاب النفسي – أو ما يُعرف باكتئاب ما بعد النفاس -.

فتناولي الدواء، وكما ذكرتُ لك السيبرالكس عقار رائع جدًّا، وكذلك الزولفت متميز جدًّا، وإذا كان اختيارك هو الزولفت فيمكن أن أذكر لك جرعته، وإنْ ذهبت إلى الطبيب – كما ذكرت – هذا أيضًا أفضل.

جرعة الزولفت: تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا في الصباح، من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا، وبعد عشرة أيام اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبتين يوميًا، تتناولينها يوميًا كجرعة واحدة، وتستمري على الحبتين لمدة شهرين، ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي تمامًا عن تناول الزولفت، فإذًا لا تترددي في تناول العلاج أبدًا. هذه خطوة.

الخطوة الثانية هي: يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك، يجب أن تنظمي وقتك، تتخلصي من الفكر السلبي، وتكوني دائمًا في جانب التفاؤل، وتعيشي الحياة بقوة، قوة الآن هي دائمًا أفضل من الخوف من المستقبل أو العيش في ضعف الماضي. مارسي تمارين الرياضة كتمارين المشي مثلاً، مفيدة جدًّا، تجنّبي السهر، هذا مهمّ، لا تُكثري من شُرب الشاي والقهوة، احرصي على صلواتك في وقتها، وكذلك تلاوة القرآن والأذكار مهمّة جدًّا.

إذًا الفكر يجب أن يكون فكرًا متفائلاً وإيجابيًّا، والدواء يجب أن يتم تناوله، وهذه الحالة إن شاء الله تعالى سوف يتم التخلص منها تمامًا.

بالنسبة لموضوع أنك مسحورة أو غير مسحورة: نحن نؤمن بالعين وبالسحر والمس وكل ذلك، لكن نؤمن أن الله خيرٌ حافظًا، فحصّني نفسك، هذا يكفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً