الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تغيُّر المزاج بعد الخروج ليلا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لاحظت شيئا بدأ يشغل بالي، وأريد أن أستفسر عنه، عندما أخرج من المنزل في الليل من بداية وقت العشاء، وخصوصا في السيارة، وفي أجواء الظلام غالباً أشعر بالحزن والسلبية والسوداوية، وبمجرد الرجوع ودخولي المنزل أو حتى بيت أقاربي أو الجمعية أو أي مكان مغلق، وفيه إضاءات ومريح، يبدأ ذلك الشعور بالزوال تماما بشكل تدريجي وسريع.

وعندما لا أخرج في الليل وأكون في المنزل وحتى لو أكون لوحدي فلا أشعر بالحزن أو بالمشاعر السلبية، وأكون طبيعية جداً، ومشاعري إيجابية، بل إني أحب الليل والسهر للكتابة والقراءة والتعلم وغيره.

وفي النهار كله سواء خرجت أو بقيت في المنزل، مشاعري تكون طبيعية، والموضوع فقط يخص خروجي في الليل وفي أجواء الظلام، وللعلم لا يوجد لدي مشاكل مع الظلام، وفي وقت النوم أغلق الإضاءات بشكل كامل، فما هو السبب؟ وهل يجب أن أتأقلم طوال حياتي على عدم الخروج إلا في النهار ما عدا في الضرورة القصوى كالمستشفى وغيره؟ لأني لاحظت أني غالبا أتجنب الخروج مع أهلي في الليل، وأيضا الله سبحانه خلق الليل للنوم والنهار للعمل، فهل هذا له علاقة بمشاعري؟ لأنه عكس الفطرة؟ حيث أننا نخرج في الليل وبالظلام بدلا من النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أنا تدارستُ رسالتك، وحقيقة حاولتُ أن أجد تفسيرًا لهذا الموضوع، ولا أستطيع أن أقول أنك تُعانين من علَّةٍ مُعيَّنة، أو أن هنالك تشخيصا بحدِّ ذاته يُفسِّرُ هذه الظاهرة، قد يكون لديك نوعا من المخاوف في أثناء الليل وتظهر في شكل عُسر مزاج، هذه احتمالية، قد يكون هو مجرد نوع من الوسوسة، وتطبَّعت على ذلك وأصبحت على هذا النمط، وغالبًا يكون لديك الفكر الاستباقي، أنك حين تخرجين في الليل سوف يحدث لك عُسر المزاج الذي أشرتِ إليه.

هذه هي التفسيرات التي أراها، وأعتقد أن الأمر يتطلب منك التجاهل، وحين تخرجين في الليل دائمًا لا تضعي أي نوع من القلق التوقعي، أي الخوف التوقعي، أن تتوقعي أنه سوف يحدث لك أي شعور سلبي، هذا مهمٌّ جدًّا.

وأيضًا التحصين وقراءة الأذكار وقراءة القرآن، هذه كلها حافظة بإذن الله وتُغيّر المزاج عند الناس، ويمكن أيضًا أن تُعلّمي نفسك حين تخرجين مثلاً في السيارة: أن تقومي ببعض تمارين التنفس الاسترخائية، تقومي بأخذ شهيق عميق وبطيء عن طريق الأنف، ثم يكون الزفير أيضًا بقوة وبطء عن طريق الفم، تُكرّري هذا التمرين ثلاث أو أربع مرات، وهذا قد يُساعدك.

لا أرى أي تفسير غير ذلك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً