الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيظل معي القولون العصبي حتى ولو تخلصت من القلق؟

السؤال

السلام عليكم
الدكتور عبد العليم حفظه الله.

سألتكم في آخر استشارة عن إمكانية شفائي التام من القولون العصبي لو اتبعت نمطاً حياتياً هادئاً ورياضياً.

قلتم إن الطبيب الذي أخبرني أنه مزمن بكلامه بعض الصحة، هل أفهم من هذا أنه حتى لو اتبعت نمطاً حياتياً هادئاً ورياضياً واستطعت التخلص من حالة القلق الحالية يمكن أن يبقى القولون العصبي معي طول الحياة؟

منذ البارحة أفكر بذلك، فأنا خائف جداً أن يحدث ذلك، فإنه قد أثر تماماً على دراستي وحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى أخي الكريم.

أخي: لا تكن حسَّاسًا حول هذا الموضوع أبدًا، فالقولون العُصابي مرتبط بوجود القلق والتوتر، والإنسان إذا أفلح في تغيير نمط حياته – وذلك من خلال اتباع برامج مُعيّنة مثل ممارسة الرياضة، والاسترخاء والحرص على التواصل الاجتماعي، وتجنُّب السهر، وتنظيم الطعام – هذا قطعًا سيُقلِّص تمامًا فرص العُصابية – أي التوتر – وسينتج عن ذلك تلقائيًا أن القولون العصبي – كعرض مرضي – سيختفي تمامًا.

الذي ذكرتُه لك فيما يتعلَّق بقول الأخ الطبيب بأنه مزمن، وبأن كلامه قد يكون فيه بعض الصحة، قصدتُّ بذلك أن الإنسان الذي يُعاني من القولون العصبي الشديد إذا اتبع نمط الحياة الإيجابي ستختفي الأعراض تمامًا.

أمَّا إذا أهمل في اتباع هذا النمط ولم يستطع مواصلته، أو حدث له شيء من الغفلة، أو اطمئنَّ اطمئنانًا تامًّا أن هذه الأعراض لم ترجع، ففي هذه الحالة سترجع له الأعراض.

هذا هو الذي قصدتُّه، إذًا الأمر مرتبط بنمط الحياة، ما دام نمط الحياة إيجابيًا ومرتبًا فلن تحدث هنالك أي أعراض، والبُشرى الكبرى التي أحملها لك – أخي الكريم – يُعرف تمامًا أن أعراض القولون العصبي تتقلَّص مع مرور السنوات والأيام.

إذًا الأمر بسيط جدًّا، يجب ألَّا تحمل همًّا، ويجب ألَّا توسوس حول هذا الموضوع، كل الذي قصدتُّه أن أعطيك تفسيرًا علميًّا صحيحًا وأمينًا، وخلاصة الأمر أنه ما دام نمط حياتك إيجابيًّا فلن تحس بأي نوع من الأعراض أبدًا.

هذا هو الذي أودُّ أن أؤكد عليه، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً