الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالوسوسة وتنتابني تساؤلات ملحة، فكيف أوقفها؟

السؤال

السام عليكم..

أنا مصاب بالوسوسة ولدي إشكالية، مثلا عندما أشاهد صورة لطريق سريع في إحدى الدول المنتشر فيها الكفر يأتيني سؤال هل كل الناس الذين على الطريق كفار أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً نسأل الله تعالى أن يُعجّل لك بالعافية والشفاء من داء الوسوسة، والوسوسة شرٌّ مستطير – أيها الحبيب – إذا تسلّطت على الإنسان أوقعته في أنواع من المضايق والحرج، وكدَّرتْ عليه حياته، لذلك نصيحتُنا لك أن تسعى للتخلص من هذه الوساوس، وأن تعلم يقينًا بأن راحتك في التخلص منها لا بالتفاعل معها، وخيرُ ما يُعينك على التخلُّص من هذه الوساوس هو الانصراف عنها عندما تُهاجمك، فلا تشتغل بها، ولا تبحث عن إجابات لما تُلقيه عليك من استفسارات وأسئلة، بل كلَّما هاجمتك انصرف إلى غيرها، واشغل نفسك بما ينفعك من أمر دينٍ أو دُنيا، مع الاستعاذة بالله تعالى من شرِّ الشيطان وشرِّ الوسوسة، والإكثار من ذكر الله تعالى.

فهذه وسائل ثلاث أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها دواؤك إن شاء الله، نرجو أن تأخذ هذا النصح مأخذ الجدِّ، وأن تسعى للتخلص من هذه الوسوسة.

أمَّا ما ذكرتَه – أيها الحبيب – فهو أثر من آثار هذه الوساوس، لا معنى له، ولا عمل ولا فائدة يترتَّب عليه، ولهذا فالدواء الصحيح هو الإعراض عن التفكير وعن البحث عن إجابات على هذه الوساوس، ثم ماذا يعني أن يكون الطريق مملوءًا بالكفار في بلادٍ الأصل فيه الكُفر؟!

لهذا نصيحتُنا لك أن تشتغل بما ينفع، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح: (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، والله تعالى وصف المؤمنين المفلحين بأنهم {عن اللغو معرضون}، أي: عمَّا لا فائدة فيه ولا نفع، {مُعرضون} فيشغلون أوقاتهم وأنفسهم بما فيه مصلحةٌ ومنفعة، فاحرص على ملء أوقاتك بما ينفعك في دينك أو دُنياك، واحرص على ألَّا تبقى منفردًا لوقتٍ طويل، فإن هذا من أسباب كثرة الوساوس.

نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا وعليك بالعافية، وأن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً