الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج مع الفارق الكبير بين سن الزوج والزوجة

السؤال

ماذا ترون في زواج، سن الرجل فيه 30 سنة، والزوجة 16 سنة؟ أي أن الفرق بينهما 14سنة، وما نصيحتكم التي تتوجهون بها إلى كلٍ من هذا المتقدم للزواج والمتقدَّم إليها، وكذلك أوليائها؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Ahmad حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى.

إن العبرة في الزواج برضا الطرفين الزوج والزوجة، وارتياح كل منهما للآخر، وهذا حق كفلته الشريعة للجميع، فلا تزوج البكر إلا بإذنها وإذنها صماتها، والثيب أحق بنفسها من وليها؛ لأنها صاحبة خبرة بالرجال، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة وهي تكبره بخمسة عشر عاماً، وسعد معها غاية السعادة، وظل يذكرها بعد مماتها ويصل ببره وإحسانه صداقاتها، وتزوج من عائشة والفرق بينهما نحو من أربعين سنة، وعاش معها كأحسن ما تكون السعادة، وتزوج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم أجمعين، وكان الفرق بينهما قرابة نصف قرن، ولا شك أن قدرة الرجل على العطاء والإنجاب تمتد إلى ما بعد الثمانين، وهذا طرف من حكمة الحكيم سبحانه، فإن الرجال تأكلهم الحروب والكوارث وعددهم أقل من أعداد النساء، فاقتضت حكمة الله أن يكون عطاء الرجل أكثر وأكبر.

وإذا كانت الفتاة راضية فليس من المقبول أن يوجد في المجتمع من يحرضها ويدعوها للتمرد على زوجها، وويل ثم ويل لمن يفسد المرأة على زوجها.

ونوصي الرجل بزيادة الاهتمام بزوجته الصغيرة وتقدير مراحلها العمرية، وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يلاطفها ويداعبها ويسابقها وينافسها ليدخل السرور عليها.

وندعو أولياء المرأة أن لا يجبروا بناتهم على زوج لا يجدن سعادتهن معه، ومصادرة رأي الفتاة نوع من الظلم الذي لا يقره ديننا العظيم، وسوف يحول حياة الفتاة إلى جحيم لا يطاق، وقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بريرة معروفة مشهورة، وكيف أنها قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: (أشافع أم آمر، فلما قال لها: بل شافع، قالت: يا رسول الله! لا أريده)، ولا شك أن بعض الآباء يتجاوز الحدود ويظلم بناته ويصادر حقهنَّ، وهذا أمر لا تقره هذه الشريعة التي أقامت الحياة الزوجية على الرضا والقبول.

ونسأل الله أن يفقهنا في الدين.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً