الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبلة على الزواج، فكيف أتعالج من الرهاب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مخطوبة وبعد شهرين زواجي، أعاني من وسواس قهري منذ 6 سنوات، وسواس يتعلق بالعقيدة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي، عندما أقابل الناس أشعر بالغثيان وتعرق اليدين، وعندما أتركهم تزول الأعراض، ولا أرغب في الخروج من البيت.

لأني مقبلة على الزواج أخجل من الكلام مع خطيبي، فهل هناك دواء آمن يمكن أخذه فقط عند مقابلة الناس أو في الاجتماعات؟ وأن لا يؤثر على الحمل مستقبلا؟ أنا خائفة من مرحلة الزواج، لأن زوجي اجتماعي جدا، ويريد أن يأخذني معه، وأنا أشعر بالغثيان عند مقابلة الناس، أرجو كتابة اسم الدواء مع الجرعة المناسبة والوقت، وهل له تأثير عند إيقافه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عايشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يتمّ هذا الزواج على خير، وأن يجعله الله تعالى لكم مودة وسكينة ورحمة.

لديك استشارات سابقة كثيرة تمت الإجابة عليها، وأنا أقول لك: الآن يجب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وأن تكسري كل هذه الحواجز الاجتماعية، أن تفكّري في نفسك إيجابيًّا، وأن تسعي لأن تكوني زوجة صالحة وسعيدة، وتعيشي حياة طيبة مع زوجك.

الفكر السلبي – خاصة حول الرهاب الاجتماعي – حين يُهيمن على الإنسان يُعطِّله كثيرًا، وفي ذات الوقت يمكن للإنسان أن يُغيِّر هذا الفكر من خلال التحقير له، وأن تلجئي إلى أسلوب المواجهة الإيجابية، أن تكون لك أنشطة كثيرة داخل الأسرة، أن تتواصلي مع صديقاتك، أن تحرصي على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن؛ لأنه يبعث الكثير من الطمأنينة في قلوب الناس، أن تُطبّقي بعض تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس الطبيعي.

وحقيقة أنا أرى أنه من الضروري أن تتناولي دواء سريع الفعالية، تناول العلاج عند اللزوم لن يكون مفيدًا، من الأفضل لك أن تتناولي عقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى (اسيتالوبرام)، ابدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرامات– أي نصف حبة – يوميًا لمدة أربعة أيام، ثم اجعليها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة عشرة أيام أخرى، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرامات يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه المدة معقولة جدًا، شهرين أو أقل، و-إن شاء الله تعالى- الدواء تكون له فعاليته وله فائدته الكبيرة جدًّا، ويعطيك القدرة على المواجهة والتخلص ممَّا أنت فيه. هذا منهج أفضل من أن تتناولي العلاج عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً