الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكذب وأدعي المرض لجذب الاهتمام، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة اكتئابية والنظرة السوداوية للحياة، وقلة النظافة الشخصية، وبدأت المحاولة في جذب الانتباه، مثلا لو كنت في البص أدعي الشعور بدوخة، ولو كنت في الشارع أدعي القلق أو الجنون أو الخوف، أفعل ذلك مرة أو مرتين أسبوعيا.

كذبت على أصدقائي بأني مريضة نفسية، وكذبت أني شاذة جنسيا، وكذبت على مستشارتي النفسية في المدرسة بأن لدي أخ منتحر، وبدأت بالبكاء، وأصبت بالوسواس، وهذا السلوك عندما أكون في مكان عام، وأحاول لفت الأنظار، أو عندما أتحدث مع الطبيب النفسي وأخبره بمشاكلي، وهذا كله خيال، وأعاني من قلة التركيز أثناء الدراسة، فأتحرك كثيرا، ويأتيني الوسواس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذا الذي تعانين منه ليس وسواسًا، الأمر كله تحت إدراكك واستبصارك ووعيك التامّ، ولا أعتقد أبدًا أن هذه الأفكار والأفعال مُلحَّة أو تفرض نفسها عليك، إنما هو أمرٌ تمَّ استحبابه من جانبك، وسائل دفاعية وحيل نفسية خاطئة جدًّا، وأنا أقول لك أن هذا الأمر تحت إرادتك التامَّة، وأنت مسؤولة عنه تمامًا، ويجب أن تُدركي أن التغيير يكون منك أنت. الفرق بين الخطأ والصواب والباطل والحق والحلال والحرام واضح جدًّا لدى الإنسان الذي وهبه الله تعالى العقل والإدراك، وأنت إن شاء الله تعالى من هؤلاء.

حقيقة لا بد أن أنبِّهك – أيتها الابنة الفاضلة – أن هذه السِّمات والتصرفات والأفكار التي تحدثت عنها كثيرًا ما نُشاهدها من الذين يُعانون من اضطرابات في الشخصية، وعليه لا بد أن تأخذي هذا الأمر محمل الجِدِّ، وتُغيِّري سلوكياتك تمامًا، تكوني مستقيمة السلوك، تكوني منضبطة التفكير، وتحمِّلي نفسك مسؤولية الأخطاء، ولا تتنصّلي عنها أبدًا، وتُصلحي ما هو خطأ في ذات اللحظة.

ونصيحتي لك هي أن تصرفي انتباهك عن كل هذا الفكر الخاطئ إلى الفكر السوي الصالح، أن تستمتعي بالحياة بصورة إيجابية، وذلك من خلال توزيع وقتك وإدارته بصورة صحيحة.

اسعي دائمًا لرضا الله ورضا والديك وبِرّهما، هذا -إن شاء الله تعالى - يوفقك ويُسدد خطاك على طريق الحق والاستبصار الصحيح. حافظي على الصلاة في وقتها والأذكار وتلاوة الورد القرآني اليوم، ولا بد أن تتعلّمي تلاوة وتجويد القرآن على أسس صحيحة.

نامي مبكِّرًا، واستيقظي مبكِّرًا وأنت نشطة، تُصلين الفجر، وتُذاكرين في وقت الصباح، هذا يعطيك قوة إرادة نحو التغيير السليم، ويتحسَّن التركيز لديك، وسوف تحسّين بالفوارق الكبيرة جدًّا.

مارسي أي رياضة من الرياضات التي تناسب الفتيات المسلمات، وعليك أيضًا بالرفقة الصالحة الطيبة، وأن تُوقفي كل هذه التصرفات والأفكار الخاطئة والادعاءات الوهمية، ولا تعوّدي نفسك على هذا النسق من الحياة أبدًا، يجب ان تكوني حذرة جدًّا، لأنك إذا لم تتوقفي الآن عن كل هذه السلوكيات سوف تتطور وتكون فعلاً جزءًا من اضطراب الشخصية، واضطراب الشخصية إذا حدث – خاصة ما يُسمَّى بالشخصية البينيّة أو الحدِّيَّة – نعتبر فيه إخلالاً كبيرًا جدًّا بالصحة النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، ونبارك لك قدوم شهر رمضان الكريم، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل طاعاتكم، وهذا الشهر الفضيل فرصة طيبة للتغيير نحو الأحسن، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصيام والقيام والذكر والدعاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً