الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدمن على الحشيش فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجي مدمن على الحشيش، وتطور معه الأمر لحدوث هلاوس سمعية وبصرية، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معه حتى يتم شفائه وإصلاحه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء.

طبعًا الهدف الأسمى هو أن يتوقف عن تناول الحشيش، فالحشيش إذا أدخل الإنسان في هلاوس وشكوك وظنانيات واضطراب وجداني واضطراب سلوكي يكون الوضع خطيرًا جدًّا.

أنا طبعًا لا أريد أن أخيفك، لكن أريد أن أملِّكك الحقائق، فهذا الأخ الكريم يجب أن يذهب ويقابل طبيبًا نفسيًّا مختصًّا.

أتمنى أن تقدمي له النصيحة في هذا السياق، وأن تقفي بجانبه وتحاولي مساندته، والطبيب قطعًا سيوضّح له كل مضار الحشيش، سوف يخضعه للبرامج العلاجية، وهذا الأخ ربما يحتاج للدخول إلى وحدة لعلاج الإدمان، أو وحدة للطب النفسي، حتى تذهب عنه الهلاوس أيًّا كان نوعها والاضطرابات النفسية الأخرى، ويتعلَّم كيف يتخلص من مرحلة التشوّق للحشيش والتخلص منه.

مرحلة التشوق مرحلة مهمّة جدًّا من الناحية العلاجية، حيث إن بعض الذين يتناولون هذه المواد المدمنة يُمكنهم التوقف عنها، لكن بعد ذلك يدخل الواحد منهم في تشوّق شديد جدًّا للمخدّر ممَّا قد يؤدي إلى انتكاسته والعودة للتعاطي والاستمرار في الإدمان. هذه المرحلة تحتاج لكثير من الفنِّيات، تحتاج لكثير من المساندة العلاجية والمساندة الاجتماعية، ولحسن الحظ هنالك أدوية جيدة جدًّا تُساعد أيضًا لتقليل حدّة هذا التشوق، ويستطيع الإنسان أن يتجاوز هذه المرحلة.

أنت يجب أن تتعاملي معه طبعًا من خلال النُّصح، ومن خلال أن تجعليه يهتمّ بالشؤون الحياتية وتساعديه أيضًا في اختيارات صداقاته، وأن يبتعد عن أصدقاء السوء، وأن يُصلي الصلاة في وقتها، وأن تتجالسي معه مثلاً لقراءة شيء من القرآن الكريم.

وكما ذكرت لك أهم شيء هو أن يذهب ويقابل الطبيب، ربما يقاوم ذلك، ربما يرفض ذلك، لكن عليك بالمحاولة والمحاولة والمحاولة دون ضجر ودون ملل، والأمر يتطلب منك الصبر، وحتى إن احتاج الأمر لأن تتحدثي مع أحد أصدقاء الأسرة أو أحد أقاربكم، شخص يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على زوجك الكريم؛ فهذا أيضًا أمرٌ جيد وأمرٌ مفيد، وينجح في كثير من الحالات.

أيضًا يمكن إن كان بالإمكان أن يتحدث معه أحد المشايخ كإمام المسجد مثلاً في حارتكم، هذا أيضًا قد يُساعده. كثير من الناس يستمعون لإرشادات أصدقائهم، لتوجيهات زملائهم في العمل، نعم أعرف أن الكثير من الذين يتعاطون هذه المخدرات دائمًا يلجئون إلى السرِّيّة ويخافون أن يُكشف أمرهم، بل يعتقدون أن لا أحد يعلم عنهم شيء، وهذا ليس صحيحًا، المدمن يُكشف، يُكشف بسهولة جدًّا لمحيطه، وهذه آلية، نحن دائمًا نقول للمتعاطين أن أمركم مفضوح، وحالكم وسلوكم لا يخفى على أحد، حتى وإن أظهرتم خلافه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً